الفتوى رقم (6097) من المرسل ع. ع. ع، من الرياض يقول: هل يمكن أن أعرف الفرق بين المصلحة المرسلة والمصلحة العامة، حيث أسمع بعض العلماء يتكلم ويقول: هذه من المصالح العامة وأحياناً يقول: هذه مصلحة مقررة في الشرع، ما معنى المصلحة؟ وهل لها أنواع؟

الجواب:

        هذا السؤال لا يتسع هذا البرنامج لإعطائه ما يستحقه من الإجابة، وقد اعتنى العلماء السابقون فيما يتعلق بالمصلحة، ومن أوسع الكتب كتاب قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبد السلام، فإنه كتابٌ واسع. وتطرق علماء الأصول بذكر المصلحة حينما يذكرون الأدلة الأصولية التبعية؛ لأنهم يُقسمون الأدلة الأصولية إلى أدلةٍ أصلية وإلى أدلةٍ تبعية فيجعلون القرآن والسنة دليلين أصليين، والإجماع راجعٌ إليهما، والقياس راجعٌ إليهما؛ وهكذا سائر الأدلة.

        وعلى كلّ حال هذا مجرد اصطلاح ومن ذلك ما يتعلق بالمصالح المرسلة فإنهم يذكرونها ضمن هذه الأدلة، وتسميتها مرسلة من جهة أن المصلحة قد ينص الشرع على اعتبارها، وقد ينص الشرع على إلغائها، وقد يسكت عن ذلك ويستنبطها العلماء؛ هذه المصلحة المستنبطة هي التي تسمى بالمصلحة المرسلة، وبناءً على ذلك يتبين أن المصلحة المرسلة خاصة في هذا النوع من المصالح؛ أما كلمة المصلحة العامة فإنها تكون أعم من المصلحة المرسلة ومن غيرها. وبالله التوفيق.