ما أنواع أعمال القلوب التي يصح بها الإيمان؟ وما الأعمال التي يكمل بها الإيمان؟
- الإيمان
- 2022-03-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11850) من المرسل، ع.ع يقول: ما أنواع أعمال القلوب التي يصح بها الإيمان؟ وما الأعمال التي يكمل بها الإيمان؟
الجواب:
جاء جبريل إلى الرسول ﷺ في صورة أعرابي، فسأله عن الإسلام، فقال: « أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. قال: صدقت. فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ».
والإحسان في درجته الأولى وفي درجته الثانية هو وصف لأركان الإسلام ولأركان الإيمان ولسائر الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله -جل وعلا-.
وقد جاء ذكر الإسلام مفرداً في القرآن، وجاء ذكر الإيمان مفرداً في القرآن، وجاء ذكرهما مجتمعين في قوله -تعالى-: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}[1]. فإذا ذكر الله الإيمان مفرداً فإنه لابد له من إسلام يحققه، ومجرد التصديق بالقلب لا يكفي.
وإذا ذكر الإسلام مفرداً فلابد من إيمان يصححه، فإن مجرد الأعمال لا يكفي، ولهذا الله -سبحانه وتعالى- ذكر المؤمنين في أول سورة البقرة في أربع آيات، وذكر الكافرين في آيتين، وذكر المنافقين في ثلاث عشرة آية، فذكر الله المؤمنين وما لهم من الصفات وما لهم من الجزاء. وذكر الكافرين وما لهم من الصفات والجزاء. وذكر المنافقين وما لهم من الصفات والجزاء.
فالمؤمنون هم المؤمنون ظاهراً وباطناً، وهم الذين حققوا الإيمان في قلوبهم، وحققوا الإسلام الظاهري.
وأما الكفار فهم لم يحققوا الإيمان لا في الظاهر ولا في الباطن، فهم كفار في باطنهم وظاهرهم.
وأما المنافقون فهم يظهرون أعمال الإسلام، ولكنهم كفار في قلوبهم.
وبناء على ذلك كله: فإن الشخص عندما يقدم على القيام بالأعمال فلابد أن ينظر إلى هذه الأعمال التي يعملها؛ وكذلك الأعمال التي يتركها، فإذا كان العمل الذي يعمله هو من الأمور التي شرعها الله -جل وعلا- ويفعلها ابتغاء مرضات الله -جل وعلا- فإنه يؤجر على ذلك، وكذلك إذا ترك ما نهاه الله عنه؛ كما إذا ترك الزنا والسرقة وشرب الخمر، تركها لوجه الله -جل وعلا-، فإنه يؤجر على ذلك. وفي هذا زيادة إيمانه فإن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، فبمجرد ما يفعل المؤمن طاعة تكون زيادة في إيمانه؛ وكذلك عندما يفعل معصية فإنها تكون نقصاً في إيمانه، ولذلك قال الرسول ﷺ على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر: « الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ». وبالله التوفيق.