هل للولد فرصة أن يبر أباه بعد وفاته؟
- فتاوى
- 2021-12-15
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4002) من المرسل السابق، يقول: هل هناك فرصة أن يبر الولد والده بعد موته، إذ كان مقصراً معه في حياته، وهل يكفّر ذلك عنه خطيئته؟
الجواب:
لا شك أن حق الوالد على ولده حقٌ عظيم، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1]، فهذه الآية فيها بيان الأمور التي ينبغي أن يفعلها الشخص، وبيان الأمور التي ينبغي أن يجتنبها، بالنسبة لعلاقته بأمه وأبيه، وهذا كما أنه من جهة الحياة، فكذلك من جهة الموت، يعني: إنه يبذل ما يستطيعه من البر في وقت الحياة من الأقوال، ومن الأفعال، ومن المال، ومن حسن المعاملة.
وكذلك بالنظر لما بعد الموت فإنه يدعو لوالديه، ويتصدق عنهما بالمال، وفيه مواسم مثل رمضان، وقت الأضاحي، وشدة الحاجة إذا حصل شدة حاجة، وتصدق بشيءٍ من ماله، ونواه لأمه أو لأبيه، وكان هذا المكسب حلالاً، فالرسول ﷺ قال: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، وذكر منها أو ولدٌ صالح ٌ يدعو له ». وبالله التوفيق.