أم تغضب من ابنتها لأي سبب، كإطالة الصلاة من فروض ونوافل
- فتاوى
- 2021-07-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5306) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: أمي تغضب من أجل أي سبب، فأحياناً تغضب لأني أطيل الصلاة من فروض ونوافل ورواتب، وتوبخني من أجل ذلك؛ بل أحياناً تدعو عليّ بالشر من أجل هذا. وقمت بتخفيف الصلاة ولكن لم أسترح لكوني أخففها أحس كأني لم أخشع ولا أطمئن، فعاودت أطيل الصلاة، مع أنني لا أستغرق أكثر من ساعة أو نصف ساعة. وقد شرحت لها قيمة الصلاة وأدائها في وقتها لكنها لم تستوعب.
الجواب:
الشخص تكون عليه مسؤوليات من جهة الله، ومن جهة عمله، أو بيته أو نفسه، ففيه مسؤوليات دينية وهي حق لله جل وعلا ومسؤوليات دنيوية؛ سواء كانت حقاً للشخص على نفسه أو لغيره. وقاعدة الشريعة هي أن الشخص يعمل موازنة بين أعماله الدينية بعضها مع بعض، وبين أعماله الدنيوية بعضها مع بعض، وبين أعماله الدنيوية مع أعماله الدينية بحيث لا يحصل خلل فيما هو حق لله جل وعلا ولا في أموره الدنيوية. فهذه السائلة يمكن أنها تطيل الصلاة ويكون في البيت مسؤوليات، وإطالة صلاتها تعطل هذه المسؤوليات، ويكون غضب أمها ناشئاً عن رؤيتها لهذه المسؤوليات التي يعطلها هذا الانشغال. وبناء على ذلك فإن هذه البيت تنظر فإذا كانت إطالة صلاتها من فرض أو نفل لا تكون مشغلة لها عن أمور أخرى تعطلها فلا مانع من ذلك، وليس للأم حق في معارضتها لابنتها.
أما إذا كانت البنت تنشغل بهذه الأمور وتعطل مسؤولية البيت بحيث إن أمها تقوم بالمسؤوليات أو معظمها، فإنها تصلي الصلاة الشرعية ولا حاجة إلى الإطالة؛ سواء كان ذلك من ناحية الفرض أو النفل؛ ولهذا الرسول ﷺ لما ذُكر له بعض الأشخاص الذين يقومون الليل كله، والذي يصوم النهار كله، والذي لا يتزوج النساء إلى غير ذلك من الأمثلة. بيّن ﷺ أنه أتقاهم لله جل وعلا وأنه يصوم ويفطر، وينام ويصلي، ويتزوج النساء، وقال: « من رغب عن سنتي فليس مني ».
فينبغي على الشخص أن يسلك مسلك العدل لا بالنظر إلى أمور دينه مع بعض، ولا بالنظر إلى أمور دنياه بعضها مع بعض، ولا بالنظر إلى أمور دنياه مع أمور دينه، فقد قال -تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"[1]. وبالله التوفيق.