صرّح أحد الدكاترة أنه لا يعترف بالسحر ولا بالمس؛ أي: التلبس؛ وقال إن ابن تيمية واهم وهذا رأيكم معشر الحنابلة وأنتم لا تمثلون 5% من العالم
- فتاوى
- 2022-03-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11939) من طلاب ثانوية الزلفي، يقولون: صرّح أحد الدكاترة قبل أيام وهو يلقي محاضرة على مجموعة من الناس بقوله: أنا لا أعترف بالسحر ولا بالمس؛ أي: التلبس؛ وكذلك الماء الذي يُقرأ عليه يقول عنه: كل هذه من الخرافات لا صحة لها بالشرع. وتمت مناقشته من شيخين فاضلين وقالا له: هذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: حتى ابن تيمية واهم وهذا رأيكم معشر الحنابلة وأنتم لا تمثلون 5% من العالم، فما تعليقكم نفع الله بكم؟
الجواب:
الشخص عندما يتكلم عن فهم فهمه، وهذا الفهم يُعتبر من جهة فكره هو؛ لأن المتكلم قد يتكلم كلامًا علميًا، وقد يتكلم كلامًا فكريًا فإذا تكلم كلامًا علميًا نسب هذا العلم إلى المصدر الذي أخذه منه، وقد يُخطئ في الفهم.أما إذا تكلم كلامًا فكريًا فهذا يكون ناشئًا من فكره وليس له مستند من الشرع.
وهذا الكلام الذي ذُكر عن هذا الرجل هو من الكلام الفكري وليس من الكلام العلمي؛ لأن السحر ثبت في القرآن، وثبت في السنة، وأجمعت عليه الأمة، وأجمع عليه الصحابة والتابعون؛ فكونه يُنكر ما دل عليه القرآن، وما دلت عليه السنة، وما أجمع عليه أهل العلم لا شك أن هذا جاهل مركب؛ لأن الجاهل المركب هو الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري؛ وهكذا بالنظر إلى مسألة التلبس بالجن، وهكذا بالنظر إلى القراءة في الماء، فالرسول ﷺ قال: « ماءُ زمزم لما شُرب له » فعندما يُقرأ فيه شيئاً من القرآن يكون فيه جمع بين أمرين مشروعين؛ لأن الله -تعالى- قال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[1] ومن أراد التوسع في هذا فبإمكانه الرجوع إلى كتاب (الطب) لابن القيم، وإلى كتاب (الطب) للذهبي ففيهما كفاية. وبالله التوفيق.