Loader
منذ 3 سنوات

حكم قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين، وحكم صلاة الراتبة دون قراءة سورة بعد الفاتحة


  • الصلاة
  • 2021-07-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5719) من المرسل السابق، يقول: ما حكم قراءة ما تيسر من القرآن الكريم بعد الفاتحة في الركعتين الأولى والثانية من الصلاة السرية كالظهر والعصر هل هي واجبة أو سنة؟ وهل يصح أن يصلي الرجل أو المرأة الراتبة دون أن يقرأ شيئاً بعد الفاتحة؟ وبالنسبة للمأموم إذا فاتته مع الإمام ركعتان ثم قام ليقضيهما فهل يجب أن يقرأ بعد الفاتحة شيئاً من القرآن؟

الجواب:

        الشخص يصلي الفرائض والسنن ويعبد الله -جلّ وعلا- بأقواله وأفعاله وبقلبه، يعبد الله -جلّ وعلا- يريد ثواب الله -جلّ وعلا- من جهة، ويخلص العمل لله من جهة أخرى؛ فيكون قد اجتمع في حقه الإخلاص والمتابعة، وجزاء هذا العمل راجعٌ إليه. يقول الله -جلّ وعلا-: "ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"[1].

        وترتيب هذا الجزاء على هذا العمل ليس من باب إيجاب العبد على الله؛ ولكنه من باب تفضل الله -جلّ وعلا- على عبده، ولهذا قال ﷺ: « لن يدخل أحد الجنة بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته »، فالإنسان يعمل الأسباب المشروعة ويتجنب الأمور الممنوعة، يرجو طاعة الله -تعالى- والإخلاص له، يرجو ثوابه ويخشى عقابه، ويحرص على الإكثار من هذه الأمور المشروعة. الأمور الواجبة ليس فيها إشكالٌ من جهة وجوب الإتيان بها؛ لكن الأشياء الواجبة على العبد أن يحرص على الإكثار منها.

        وأنا ذكرت هذا الكلام؛ لأنه جاء في السؤال أن الشخص قد يتساهل في هذه الأمور المسنونة؛ سواء كانت هذه الأمور المسنونة مما يتعلق بالقراءة في الصلاة، أو مما يتعلق بصلاة النوافل، أو غير ذلك من وجوه النوافل، فما الذي يضر الشخص إذا قرأ الفاتحة وقرأ ما تيسر له من القرآن ولم يقتصر على الفاتحة؛ بل يأتي بالفاتحة وبما تيسر له من القرآن على حسب قدرته. والشيطان حريصٌ على تثبيط الإنسان عن الخير بوجوهٍ مختلفة، وحريص على حثه على الشر وعلى ما يعود عليه بالضرر من وجوه كثيرة، وليس هذا المقام مقاماً لبيان وجوه حثه على ترك وجوه الخير وحثه على وجوه الشر؛ لأن وقت البرنامج ضيق؛ ولكنني نبهت على هذا الأصل. كل شخص عنده بصيرة يعرف ذلك من نفسه، فالذين لا يصلّون مطلقاً، أو الذين لا يصلون مع الجماعة، أو الذين يصلون الصلاة بعد خروج وقتها من هذا الباب.

        وما جاء في السؤال من جهة أن الشخص إذا دخل مع الإمام وأدرك التشهد الأول من صلاة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء، ثم قام الإمام يأتي بما بقي من صلاته وتابعه المأموم، وبعدما سلّم الإمام فإن المأموم يقوم ويأتي بما بقي من الصلاة. فمما ينبغي التنبيه عليه هنا أن ما أدركه المأموم مع الإمام هو أول صلاته، وما قام يأتي بعد سلام الإمام فهو آخر صلاته؛ فهو يعمل مع ما أدركه مع الإمام على أنه أول صلاته.

        وبناء على ذلك ففي صلاة الظهر والعصر والعشاء يقرأ الفاتحة ويقرأ ما تيسر له من القرآن إن أمكنه ذلك، وعندما يقوم بعد سلام الإمام ويأتي بالركعتين الأخيرتين فإنه يقتصر على الفاتحة؛ لأنها هي آخر صلاته.

        أما بالنسبة للمغرب فإنه إذا سلّم الإمام يقوم ويأتي بركعة ويقرأ فيها الفاتحة وما تيسر له من القرآن، ويقرأ مع الإمام -أيضاً- ما أدركه من الركعة يقرأ فيها ما تيسر من القرآن ثم يجلس للتشهد؛ لأنه تشهدٌ أول بالنسبة له، وبعدما يقوم ويأتي بالركعة الأخيرة فإنه يقتصر فيها على الفاتحة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (32) من سورة النحل.