معنى قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}
- التفسير
- 2021-12-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7756) من المرسل السابق، يقول: أرجو التكرم بتوضيح معنى قول الله -جل وعلا-: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}[1].
الجواب:
من المعلوم أن الإنسان إذا حلف فتارةً يحلف كاذباً ويعلم أنه كاذب، وهذا يُسمّى باليمين الغموس، وتارةً يحلف ويظن صدق نفسه ويتبين في الواقع خلاف ما كان يعتقده.
فالأول آثمٌ في حلفه وليس عليه كفارةٌ، والثاني ليس آثماً ؛ لأن الرسول ﷺ يقول: « إنما الأعمال بالنيات »، فحينئذٍ هذا عقدَ اليمين يظن صدق نفسه، وتبيّن أن الواقع خلاف ما عقد اليمين عليه, وهذا -أيضاً- ليس فيه كفارةٌ. والثالث أن يتكرر اليمين على لسانه بدون عقد قلبه، كما إذا قال: لا والله، وبلى والله، على هذه الصفة فهذا المقصود في قوله -جل وعلا-: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}[2]، فهذا ليس فيه إثمٌ من جهة، وليس فيه كفارةٌ من جهةٍ أخرى، أما إذا حلف على يمين وعقد قلبه وهو المقصود من قوله -جل وعلا-: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}[3]، وفي موضعٍ آخر: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}[4]، فيعقد قلبه بالحلف بالله -جل وعلا-، ويكون حلفه هذا في الأمور المشروعة، كما قال ﷺ: « إني لأحلف على يمينٍ فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خيرٌ وكفّرت عن يميني ». وبالله التوفيق.