الفتوى رقم (12480) من المرسل السابق، يقول: سنة الظهر أربع ركعات، هل بينهما سلام أم متواصلة بسلام واحد؟

الجواب:

الشخص إذا أراد أن يصلي قبل صلاة الظهر فإنه يصلي ركعتين ثم يسلّم، ثم يصلي ركعتين ثم يسلّم؛ هذا بالنظر لصلاة النافلة الراتبة قبل صلاة الظهر.

أما بالنظر إلى الزيادة على هذا العدد فالباب فيه مفتوح، إذا أراد أن يصلي الشخص كثيراً من صلاة النافلة قبل صلاة الظهر أو قبل صلاة الجمعة فالأمر في هذا واسع. وأنا أنصح أن الشخص يحرص -بقدر استطاعته- على التزود بالأعمال الصالحة.

أما بالنظر لما أوجبه الله فهذا أمر مفروغ منه؛ لكن بالنظر إلى الأمور إلى النوافل التي تُرِك أمرها إلى المكلف أنه لا يتساهل في الأمور المنصوصة؛ مثل ما ذكر السائل الركعات التي قبل صلاة الظهر؛ وكذلك ركعتان بعد صلاة الظهر، وكذلك قوله ﷺ: « رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربع ركعات » وكذلك تحية المسجد، وكذلك راتبة ما بعد صلاة المغرب ركعتان، وراتبة ما بعد صلاة العشاء ركعتان، وراتبة ما قبل صلاة الفجر ركعتان؛ وكذلك بالنظر إلى صلاة الضحى، وكذلك صلاة الليل، وكذلك الوتر.

فالشخص يحرصُ على القيام بما أوجب الله من جهة، ويحرصُ على التنفل من جهة أخرى، وقد مر الرسول ﷺ على قبر ومعه بعض الصحابة فالتفت الرسول ﷺ إليهم، فقال لهم: « ماذا تظنون ما يتمناه صاحب هذا القبر؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: « يتمنى أن يرد إلى الدنيا فيصلي ركعتين خفيفتين مما تستقلونهما ».

فعلى الإنسان مادام أن الله -سبحانه وتعالى- أحياه عليه أن يتغانم الأعمال الصالحة؛ أما الأعمال الصالحة التي أوجبها الله فالأمر فيها واضح ولا تحتاج فيها إلى كلام. وبالله التوفيق.