حكم طلب أم الزوجة من زوجها أن يطلق زوجته
- الطلاق
- 2021-12-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3528) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: أنا زوجة لرجلٍ ملتزمٍ ولله الحمد، وأنا ملتزمة ولله الحمد، ولكن المشكلة أن أم زوجي طلبت منه أن يطلقني وبدون سبب، والله هو الذي يعلم أنها لم ترَ مني إلا كلّ خير بما يرضي الله -عزوجل-؛ ولكن هي تكرهني وأيضاً ابنتها، وطلبت منه أن يطلقني وهمّ بذلك، ومن رحمة الله لم يفعل. والسؤال: هل يطلق الزوج زوجته بمجرد طلب أمّه منه أم لا؟ وهل يؤثر غضبها في ذلك؟
الجواب:
هذه المسألة التي سألت عنها السائلة لها نظائر كثيرة في المجتمع، وذلك أن الرجل يتزوج المرأة، ويأتي بها إلى البيت الذي كان يسكنه قبل الزواج، قد يكون عند أبيه، وتكون أمه مطلقة، وقد تكون أمه لها زوج، وقد تكون أمه ليست عند زوج؛ بل هي مطلقة، أو مات عنها زوجها.
وقد يأتي بزوجته وعنده أبوه وأمه، وقد يكون له إخوان وأخوات في البيت، ثم بعد فترةٍ تنشأ مشكلة بين هذه الزوجة وبين الأم، أو بين الأب وبين الزوجة، أو بين زوجة الأب وبين الزوجة، أو بين الزوجة وبين إحدى أخوات الزوج، أو بين الزوجة أو إحدى زوجات أحد إخوان الزوج.
والتصرف الذي ينبغي أن يسلك في مثل هذه الأمور هو تحديد المشكلة، وتحديد محلّها ومصدرها، والنظر في الحلول الممكنة لهذه المشكلة، فلا ينبغي أن تُطاع الأم، أو الأب، أو زوجة الابن، أو الأخت، أو الأخ؛ لأن بعض الإخوان يحسد أخاه على زوجته، فيتدخل ويرغمه على طلاقها حسداً. وكذلك الأم قد تحسد ابنها على زوجته؛ لأنها تكون مطلقة أو متوفىً عنها زوجها، أو أنها ترى من الزوجة من حسن المعاملة ما يجعلها تغار، وتحسد ابنها على هذه الزوجة الصالحة.
وكما أن هذه الأمور تحدث من جانب الأم ومن ذكرتهم معها، فقد تكون الزوجة هي السبب في ذلك، فبعض الزوجات عندما تتزوج الشخص ويكون هذا الشخص عند أمه وأبيه، تريد هذه الزوجة أن تستولي على هذا الزوج من الناحية العقلية، والفكرية، والنفسية، والبدنية، والمالية؛ وكذلك من ناحية الزمان، ومن ناحية المكان. فتقترح عليه أن يخرج في بيتٍ منفرد، وتمنعه من زيارة أهله إلا في أوقات قليلةٍ جداً، وتسخّره لقضاء حوائجها هي، وتحرص -بقدر الاستطاعة- على أنها تعرف مقدار ما يدخل عليه من المال، ومقدار ما يصرفه، وما هي المصارف التي يصرف فيها هذا المال، وتحاول السيطرة على تفكيره، بحيث إنها لا تجعله يفكر في أمه، وفي أبيه، وفي إخوانه، وفي أخواته، وسائر أقاربه؛ وتريد أن يتجه هذا التفكير إليها هي، وإلى سائر أقاربها، فكما أنه قد يحصل اعتداءٌ من أقارب الزوج على الزوجة، فكذلك قد يحصل اعتداءٌ من الزوجة على أقارب بالزوج.
وكما أنه قد يحصل هذا من الزوجة، فقد يحصل من أبيها، وقد يحصل من أختها، وقد يحصل من أمها، وذلك عن طريق إثارة الزوجة على زوجها، وتقديم الاقتراحات التي يكون لها أثرٌ سيءٌ على الزوج، وعلى أقاربه.
فالواجب على ولي أمر الزوجة من جهة، وعلى الزوج من جهةٍ أخرى، إذا وقع أمرٌ يحتاج إلى إعادة نظر، فكما ذكرت في بداية الجواب: تحديد المشكلة من جهة، ودراسة هذه المشكلة، ومعرفة منشأ هذه المشكلة، ووضع الحلول الممكنة لهذه المشكلة، واختيار أفضل الحلول، ولا ينبغي أن يضحّى بشخصٍ ظلماً وعدواناًعلى حساب شخصٍ آخر، والواجب على كلّ من الزوجة وأقاربها، وعلى الزوج وأقاربه، الواجب على كلّ واحدٍ منهم أن يتقي الله في نفسه، وأن ينصف من نفسه، وألا يتعدى على حقوق غيره، وألا يطلب حقوق غيره لنفسه. وبالله التوفيق.