معنى المصالحة بالله والمخاصمة بالله
- فتاوى
- 2021-07-28
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6629) من المرسل السابق يقول: ما المعنى الحقيقي للمصالحة بالله والمخاصمة بالله؟
الجواب:
يقول الله -تعالى-: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)"[1]
فالإنسان يحصل بينه وبين بعض الأشخاص خلاف، قد يكون الخلاف بين الرجل وولده، بين الرجل وزوجته، بين الرجل وأمه، بين الأخ وأخيه، وبين الأخت وأختها وغير ذلك. وقد يكون الخلاف بين الرجل وبين أي واحد من الناس. ثم إن الناس على طبقات فمثلاً خلافٌ بين شخصين من أهل العلم، أو خلاف بين شخصين من أهل التجارة، أو من أهل الزراعة، أو من أهل الطب، أو من غير ذلك من الوجوه. والميزان في ذلك أن الشخص إما أنه ظالم أو أنه مظلوم، أو أنه ملتبسٌ عليه الأمر، فإذا كان ظالماً فلا يجوز له أن يقدم على ذلك، وإذا كان مظلوماً فإنه ينطبق عليه القول في الآية السابقة: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"[2]، فأنت تصالحه بالله -جل وعلا-؛ بمعنى: إنك تعمل بالآيات التي دلت على أنك تقابل إساءته إليك بالإحسان إليه، وبهذا تكون بهذه الطريقة قد صالحته مصالحةً لوجه الله -جل وعلا-. أما إذا أردت أن تخاصمه فكما قال -جل وعلا-:"وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا"[3]، وقال: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ"[4]، وقال الرسول ﷺ: « لا ضرر ولا ضرار ».
فإذا أردت مخاصمته في الله -جل وعلا- فإنك تأخذ مقدار حقك فقط، إذا ظلمك تأخذ مقدار حقك فقط لا تزيد عليه؛ لأن قوله ﷺ: « لا ضرر » يعني: لا تبتدئ الأذى مطلقاً، و « لا ضِرار » عندما يصدر إضرارٌ من شخصٍ بك فإنك تأخذ حقك لأنك بين مقامين: إما أن تعفو عنه، وإما أن تأخذ مقدار حقك؛ لكن لا تزد على مقدار حقك؛ لأن الإنسان قد يكون قادراً على أخذ حقه وزيادة؛ لكنه يقتصر على أخذ حقه لعموم الأدلة الاستقرائية من القرآن والسنة على أن الإنسان لا يجوز له أن يأخذ أكثر من حقه. وبالله التوفيق.