حكم التلفظ بالنية في الصلاة
- الصلاة
- 2021-09-20
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1593) من المرسل م. م. ح، من اليمن، يقول: التلفَّظ بالنية للصلاة هل هو سنة ٌأو بدعة؛ لأني لأرى بعض الناس يُعدِّد ركعات الفرض ويسمِّيه قبل أن يبدأ بقراءة الفاتحة، فما الحكم؟
الجواب:
هذه المسألة من المسائل التي يتلقَّاها بعض الناس عن بعضٍ من باب التلقِّي التقليدي، وليس من باب التلقِّي الشرعي الثابت عن الله وعن رسوله ﷺ.
وذلك أن الشخص الذي يعمل عملاً لا بدّ أن يكون له مستندٌ شرعي يدِل عليه، وإذا لم يوجد مستندٌ شرعي يدِل عليه؛ فالأصل فيه أن يكون ممنوعاً، وهذا إن كان في باب العبادات؛ لأن الأصل في باب العبادات المنع.
والنية شرط من شروط صحة العمل والثواب في العبادات وفي غيرها، وشرط لصحة العمل في باب العبادات.
وهي من جهةٍ أخرى محلِّها القلب؛ لأن الرسول ﷺ لم يأمر بالتلفُّظ بها، ولم يتلفَّظ بها؛ وهكذا بالنسبة لخلفائه الأربعة، وبالنسبة لصحابته رضي الله عنهم، فالتلفُّظ بالنية من البدع المُسْتَحَدثَة المُتلقاة من مشايخ الطُرق الذين يُبيِّنون لمتبُوعِيهم بياناً لا صلة له بكتاب الله، ولا بسنة رسوله ﷺ.
وبناءً على ما سبق فإنه ينطبق على التلفظ بالنية قوله - ﷺ:« من أَحْدَث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو رَد »، وفي رواية: « من عمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رد » ، فلا يجوز لشخصٍ أن يتلفَّظ بالنية، ولا يجوز لشخصٍ أن يفتي بأن التلفظ بالنية من الأمور المشروعة. ثم إن الذين يتلفظون بالنية يخصُّونها بالصلاة وسائر العبادات الأخرى لا يأتون بالنية؛ يعني: لا يتلفظون بها، وهذا مما يدل على أن بعضهم يقتدي ببعضٍ، وليس الأصل في ذلك الدليل الشرعي. وبالله التوفيق.