Loader
منذ سنتين

أشكو من ابني دائم الغضب، وصوته يعلو على صوتي أبكي كثيراً من أجله


  • فتاوى
  • 2022-02-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11180) من المرسلة أ. ع، تقول: أشكو من ابني فهو دائم الغضب، وأحياناً صوته يعلو على صوتي وهو في سنة المراهقة، وحاولت معه كثيراً ولكن دون جدوى، فماذا أفعل معه ولذلك أبكي كثيراً من أجله؟

 الجواب:

        يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1].

        فالواجب على الولد أن يقوم ببر والدته؛ لأن ما يعمله مع والدته ووالده سيعمله معه ولده، لقول الرسول ﷺ: « بروا آباءكم تبركم أبناؤكم »، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنه يحصل له أجر عظيم، فقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : « يأتيكم وفد من أهل اليمن معهم أويس القرني له والدة هو بها بار لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل » فلما جاء وفد اليمن سألهم عمر -رضي الله عنه-  عن أويس، فدلوه عليه، فأتى إليه فأخبره بما ذكره له الرسول ﷺ، فاستغفر له.

        فانظروا إلى مكانة هذا الرجل من جهة نص الرسول ﷺ في قوله: « له والدة هو بها بار »، ثم قال: « لو أقسم على الله لأبره »، فكون الله -سبحانه وتعالى- يبر بقسمه، هذه ثمرة من ثمرات بره بوالدته.

        فأنا أنصح الأبناء والبنات أن يقوموا بالبر هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن الأم أو الأب قد يكون متعسفاً، فيخرج عن الحد الذي يجب عليه أن يسير معه على ولده؛ سواء كان من ناحية التربية، أو كان من ناحية ما يجب عليه من النفقة، فقد يكون مسيئاً في تصرفه مع ولده.

        فكما أن الولد مأمور بسلوك الطريق المستقيم مع أبيه وأمه؛ فكذلك كلٌّ من الأب والأم مأمور منهما بسلوك الطريق المستقيم مع الولد، ولهذا جاء في الحديث: « رحم الله والداً أعان ولده على بره ». وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.