حكم من لم يستطع الصيام بسبب مرض في المعدة
- الصيام
- 2021-09-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1119) من المرسل ع.ح.م من العراق - من كركوك، تقول: أنا فتاة مسلمة في الثانية والعشرين من عمري، وأعاني من آلام في المعدة منذ سبع سنوات تقريباً، وبسبب هذه الآلام والالتهابات لم أستطع القيام بفريضة الصوم، وذلك لأني في كل سنةٍ أصوم فيها يومين، أو ثلاثة، وبعدها يكون طريقي إلى الطبيب، فيطلب مني الإفطار، فأفطر، ولكني أتعذب كثيراً حينما أرى من حولي صياماً وأنا مفطرة، وغلطتي في تلك السنوات الماضية هي أني لم أدفع فدية مقابل إفطاري.
وفي العام الماضي، وقبل قدوم شهر رمضان المبارك استغفرت الله، وطلبت منه التوبة على أن أبدأ الصوم من أول الشهر دون انقطاع، وما أن جاء شهر رمضان، وصمت فيه يومين، وفي خلال اليومين كنت أشعر بالغثيان، وأثناء إفطاري لم أكن أشتهي الأكل، حتى في السحور كنت آكل مرغمةً، وهكذا لم أستطع تكملة الصوم للأسباب المذكورة، وخصصت ثلاثين ديناراً عراقياً كفديةٍ للفقير، وقلت سأدفعها بعد رمضان، وذلك لأنني أعيش في المدينة، ولا أعرف فقراء فيها، ولا أعتقد أن في المدينة من هم بحاجةٍ إليها، لذلك قررت إعطاءها لعوائل فقيرة في القرى، ولكن قبل ذلك سألت عن الموضوع فقيل لا يجوز إعطاؤها دفعةً واحدة، فعليك أن تدفعيها كل يوم، فأرجو إفادتي عن ذلك، وعن توبتي قبل رمضان دون علمي بالذي سيحصل بصحتي، وبالفدية التي لم أدفعها في السنين السابقة.
الجواب:
أولاً: كونك أفطرتِ أياماً من شهور رمضان السابقة لوقت السؤال، بناءً على أن الصيام يشق عليك، فهذا ليس عليك فيه حرج لعموم الأدلة الدالة على جواز الإفطار للمريض.
ثانياً: الأيام التي أفطرتيها معلومةٌ لديك، ويجب عليك أن تخرجي عن كل يومٍ أخرتِ قضاءه حتى أدرككِ رمضان آخر، يجب عليك أن تدفعي إطعام مسكينٍ عن كل يوم، ومقداره نصف صاعٍ من تمر، أو من البر مثلاً، أو من قوت البلد، كما أنه يجب عليكِ القضاء.
ثالثاً: إذا كان التأخير لعذرٍ، يعني أن المرض مستمرٌ معكِ، فإن التأخير لا يترتب عليه إثمٌ من جهة، ولا يترتب عليه كفارةٌ من جهة أخرى.
رابعاً: أن النقود التي دفعتيها لا تكفي عن الكفارة؛ لأن الواجب عليك هو الإطعام، والقيمة لا يجوز دفعها بدلاً عن الإطعام.
خامساً: قول من قال لك إنه لا يجوز لك أن تدفعي الصدقة دفعةً واحدة، هذا قولٌ ليس بصحيح، بل تُدفعُ دفعةً واحدة.
سادساً: كونك تتحرين من يستحقها من فقراء البلد، ولكنك لم تجدي من هو مستحقٌ لها، ثم بحثتِ عن أحدٍ من فقراء البلدان المجاورة، أو القرى المُجاورة، هذا عملٌ أرجو أن يأجرك الله عليه؛ لأن هذا من التحري لبراءة الذمة.
سابعاً: ما صدر منك من التوبة، والندم إذا كان قد حصل منك تقصيرٌ فيما مضى، فأرجو أن يقبل الله توبتك، وأن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم، وبالله التوفيق.