بعض زملائنا عاقين لوالديهم، ماذا نعمل؟ وما توجيهكم لبرّ الوالدين؟
- فتاوى
- 2022-03-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11918) من المرسلين طلاب الثانوية والمعهد بالزلفي يسألون: نعرف من زملائنا الطلاب عقوق بعضهم لوالديهم، ماذا نعمل معهم؟ وما توجيهكم لبرّ الوالدين؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1].
فالواجب على الشخص -سواء كان ذكراً أو أنثى- أن يبرُّ والديه. والبرُّ يختلف بحسب وضع الوالدين، قد يكون من ناحية الاتصال والسلام والجلوس وما إلى ذلك، وقد يكون بحسب المساعدة في أمر من أمور الدنيا، أو غير ذلك من وجوه المساعدة التي تنفع كل منهما. ويقول الله -جل وعلا-: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[2]، وقد قال النبي ﷺ لعمر -رضي الله عنه-: « يأتيكم وفد من اليمن معهم أويس القرني له والدةٌ هو بها بار لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل »، فلما جاء الوفد اليمني سألهم عن أويس فأخبروه به؛ يعني: دلوه عليه فدعاه وأخبره بما ذكر الرسول ﷺ وطلب منه أن يستغفر له، فهذه المزية لأويس القرني من جهتين:
من جهة أن الرسول ﷺ قال: « لو أقسم على الله لأبرّه »، ومن جهة أنه وصى عمر -رضي الله عنه- أن يستغفر له أويس.
هاتان خصلتان ناتجتان عن برّه بأمه؛ لأن الرسول ﷺ ربط ذلك ببره لأمه قال: « له والدةٌ هو بها بار» وبهذا يتبين لنا فضل البرّ؛ هذا من جانب.
ومن جانب آخر أن الشخص إذا كان بارّاً بوالديه فإن الله -سبحانه وتعالى- يُهيئ له من أولاده من يبرّه، لقوله ﷺ: « برُّوا آباءكم تبرُّكم أبناؤكم » وهكذا من ناحية العقوق فإذا حصل عقوق من الابن لأمه أو لأبيه، فإن الله -سبحانه وتعالى- يخرج من صلبه من يعقّه كما عقّ أمه أو عقّ أباه. وهذا البرُّ لا يكلف الشخص شيئاً لا يستطيعه؛ فالواجب هو القيام ببرّ الوالدين. وبالله التوفيق.