تفسير قوله تعالى:"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى"
- التفسير
- 2021-09-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1839) من المرسلة و. ع، من العراق - بغداد، تقول: ما تفسير قوله تعالى :"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى"[1].
الجواب:
هذه الآية من الآيات المتعلقة بتوحيد الربوبية، وهي دالةٌ على كمال قدرة الله -جلّ وعلا- وتصرّفه في خلقه، فبيّن في هذه الآية أن النفس إذا جاء أجلها، فإن الله -جلّ وعلا- يقبضها "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا"[2]، والنفس الثانية النفس التي لم يحضر أجلها يتوفاها في وقت النوم، يمسك النفس التي انتهى أجلها، ويرسل الأخرى وهي نفس النائم المقبوضة التي قبضها الله -جلّ وعلا- في حال النوم إلى جسدها، فإذا جاء الوقت المحدد لها، وهو انقضاء أجل صاحبها من هذه الدنيا فإذا توفاها فإنه لا يرسلها إلى الجسم؛ بل يمسكها؛ وهذا الإمساك والإرسال لا يعلم كيفيته إلا الله -جلّ وعلا-، وهذا دالٌ على كمال قدرته وقهره وسلطانه -جلّ وعلا-.
وعلى العبد أن يتنبه لأمرٍ في هذا المقام، وذلك أنه لا يدري متى يأتيه الأجل، فقد ينام وتمسك روحه ولا ترسل إلى الجسد، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يكون الشخص متعاهداً نفسه بامتثال أوامر الله -جلّ وعلا- ويتجنّب ما نهاه عنه؛ حتى إذا جاء الوقت الذي تقبض فيه روحه ولا ترسل إلى جسده، يكون متلبّساً بالإسلام، محققاً لقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[3]؛ يعني: وأنتم متلبسون بالإسلام؛ يعني: بحالةٍ حسنة؛ ليكون ذلك سبباً في حسن الخاتمة. وبالله التوفيق.