الحث على قراءة القرآن وكيف يرتب وقته لقراءة القران في رمضان؟
- ما يتعلق بشهر رمضان وصلاة التراويح
- 2022-01-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8401) من المرسل السابق، يقول: لا شك أن من أفضل الأعمال في شهر رمضان قراءة القرآن الكريم، نرجو التكرم بحث المستمعين على كثرة قراءة القرآن، وكيف يرتب المسلم وقته للقراءة في هذا الشهر المبارك؟
الجواب:
القرآن كلام الله -جل وعلا- منه بدأ وإليه يعود، وهو يشتمل على ما يكون فيه سعادة الإنسان في دينه وفي دنياه، والأمر بتلاوته ليس من خصوصيات رمضان فقط، بل الإنسان مأمور بتلاوته، ولهذا نقل عن بعض السلف عنايتهم بالقرآن، فمنهم من يختم القرآن في كل يوم في غير رمضان، ومنهم من يختم القرآن في النهار مرة وفي الليل مرة، وإذا جلس الإنسان يقرأ القرآن فإنه يتمكن من ختمه في ست ساعات أو في سبع ساعات ونصف على الأكثر.
فأبوحنيفة بكت ابنته عند موته، فقال لها: ما يبكيك وقد ختم أبوك القرآن خمسين سنة في كل ليلة وبهذا يكون قد ختم القرآن ثمان عشر ألف ختمة، وكذلك رجل آخر بكت ابنته، فقال ما يبكيك على أبيك وقد ختم القرآن أربعين سنة؛ يعني: في كل ليلة، فيكون قد ختم القرآن أربعة عشر ألف ختمة، ونقل عن الشافعي -رحمه الله- أنه كان يختم القرآن في النهار مرة، ويختم القرآن في الليل مرة إلى غير ذلك من أخبار السابقين، ويوجد في هذا الوقت كثير من الناس يختمون القرآن في ثلاثة أيامٍ في غير رمضان.
ولكن عندما يدخل رمضان فعلى الإنسان أن يحرص بقدر استطاعته أن يختم القرآن إذا استطاع أن يختمه كل ثلاثة أيام أو في كل يومين أو في كل يوم على حسب قدرته من جهة وعلى حسب ظروفه؛ لأن بعض الناس تكون عنده القراءة سهلة عليه، وبعض الناس تكون القراءة شاقة عليه، ولهذا يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارق في درج الجنة فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها.
ومن المعلوم أن آيات القرآن تزيد عن ستة آلاف آية، وهو يقرأ وهو يصعد في الدرج، يقرأ هذّاً كان أو ترتيلاً، على حسب قراءته في الدنيا.
فمن الناس من يقرأ القرآن وهو شاق عليه، ومنهم من يقرأ القرآن وهو سهل عليه.
لكن المقصود هو أن الشخص يعتني بالقرآن في عمره عموماً، ولكن عندما تأتي الأوقات الفاضلة فإنها تشتد العناية وذلك من أجل مضاعفة الأجر، وإذا جاء آخر الشهر مثل العشر الأخيرة تزيد المضاعفة أيضاً، يعني تزيد عناية الشخص بكثرة القراءة، ويقلل بقدر الاستطاعة من الشواغل التي تُشغله عن قراءة القرآن، وبالله التوفيق.