Loader
منذ 3 سنوات

حكم التوكيل في الرمي


الفتوى رقم (1572) من المرسل السابق، يقول: ما حكم التوكيل في الرمي؟

الجواب:

        مسألة التوكيل في الرمي في الحقيقة هي من المسائل المهمة جداً؛ وبخاصةٍ في هذه الأزمنة التي يكثُر فيها الحجاج ويحصل زحامٍ عظيم.

        والقاعدة في هذا أن الشخص إذا غلب على ظنِّه أنه لا يستطيع الرمي فإنه لا مانع من أن يُوكِّل؛ ولكن لا يجوز له أن يوكِّل إلا شخصاً حاجاً تلك السنة، فإنه لا يجوز له أن يوكِّل شخصاً لم يكن متلبِّساً بالحج.

        فالمرأة إذا كانت عاجزةً عن الرمي توكل ولي أمرها، والصبيان إذا كانوا لا يستطيعون الرمي يرمي عنهم وليهم، فمن كان بعد سبعِ سنوات يوكل ولي أمره؛ يعني: يُخبره ولي أمره يقول: أنا أريد أن أرمي عنك فيأذنُ له في الرمي، أما من كان دون السبع فإنه يُرمَى عنهم ولا حاجة إلى إذنهم؛ لأنها ليست بمُعتبرة؛ وكذلك المرأة إذا كانت حاملاً، أو كانت ضخمة الجسم من أجل أنها يُصيبُها دوخة، أو عندها ضغط في الدم، أو غير ذلك من الأسباب التي تجعلها إذا ذهبت إلى رمي الجِمار يحصل عليها ضرر؛ وكذلك بالنسبة للرجال قد يكون الشخص كبير السن، وقد يكون هزيلاً، وقد يكون جسمه ضخماً.

        وفيه طريقة يستعملها بعض الناس وهي طريقة صحيحة، فمن الناس من يؤخر الرمي إلى آخر أيام التشريق فيرمي رمياً مرتباً، يرمي في اليوم الثالث عشر عن اليوم الحادي عشر، ثم يرمي عن اليوم الثاني عشر، ثم يرمي عن اليوم الثالث عشر وذلك بعد الزوال، فمن أخّر الرمي رمي اليوم الحادي عشر والثاني عشر إلى الثالث عشر من الأشخاص الذين يشُّق عليهم الرمي في اليوم الحادي عشر والثاني عشر، إذا أخّروه إلى اليوم الثالث عشر ورموا بأنفسهم فإن هذا ليس فيه شيء؛ وبخاصة النساء اللاتي يكون حجُّهن فرضاً؛ لأنه يكون عندهن حساسية إذا لم ترمِ بنفسها، فإنها لا تعتبر صحة حجِّها، فعلى أولياء أمور النساء أن يتنبَّهوا إلى هذه الناحية.

        لكن هنا أمر يحتاج إلى تنبيه بالنسبة للشخص إذا كان وكيلاً في الرمي، فيه بعض الاعتقادات أحب أن أنبِّه عليها:

        فبعض الناس يعتقد أنه إذا كان وكيلاً لازماً يرمي عن نفسه، ثم يرجع إلى الخيمة ويأخذ الحصى من الشخص الذي يريد أن يُوكِّله ويذهب إلى المرمى ويرمي عن وكيله، وهذا ليس بصحيح، فيأخذ الحصى الذي له، ويأخذ الحصى الذي لوكيله يرمي عن نفسه، ثم يرمي عن وكيله هذا من جهة.

        ومن جهةٍ أخرى فيه اعتقادٌ -أيضاً- أنه لا بدّ أن يرمي عن نفسه جميع الجِمار، ثم بعد ذلك يرجِع ويرمي عن وكيله، وهذا فيه مشقة، فإن الشخص قد يكون وكيلاً عن خمسة، وقد يكون وكيلاً عن عشرة، فهذا فيه مشقة عظيمة.

        فالطريقة: أنه يرمي عن نفسه أولاً بالنسبة للجمرة الصغرى، إذا فرضنا أنه يريد أن يرمي عن اليوم الحادي عشر، فإنه يرمي بعد الزوال يرمي الجمرة الصغرى وهي التي تَلِي منى، يرميها عن نفسه بسبع حصيات، ثم يرمي عن الوكيل الأول ثم الثاني ثم الثالث وهكذا حتى ينتهوا، ثم يأتي الجمرة الوسطى ويرميها عن نفسه، ثم يرميها عن موكليه واحداً بعد الآخر، ثم يأتي إلى جمرة العقبة وهي التي تلي مكة ويرميها عن نفسه، ثم يرميها عن موكليه على حسب الترتيب السابق في الجمرة الصغرى وفي الجمرة الوسطى؛ أما أنه يرمي عن نفسه جميع الجمرات، ثم يأتي ويرمي عن الثاني ثم الثالث وهكذا؛ فهذا فيه مشقة عظيمة؛ بل يرمي عن نفسه وعن جميع موكليه؛ كلّ جمرةٍ وهو في موقفه. وبالله التوفيق.