حكم التسول في الشوارع، و حكم إعطاءهم المال
- فتاوى
- 2021-12-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2484) من المرسل خ. ع. ع، من مصر يقول: يوجد بعض الناس يتسوّلون في الشوارع ويسألون الناس فما حكم عملهم هذا؟ وما حكم إعطائهم؟
الجواب:
إن السؤال من حيث الأصل يختلف باختلاف الناس، فالشخص إذا كان مضطراً للسؤال فلا مانع من ذلك، وإذا أصابته جائحة في ماله، فلا مانع من ذلك. أما إذا كان يسأل تكثراً، ويكون السؤال مهنةٍ له كما يفعله بعض الناس، ويتسابقون إلى الأغنياء، ويتسابقون إلى المساجد، ويعرضون أنفسهم، وقد يكذبون أو يتمارضون وهم ليسوا بمرضى على وجه الحقيقة، أو يأتون بصكوكٍ مزيفة يقرؤونها على الناس، أو يأتون بتزكياتٍ من بعض الأشخاص، ولا يكون هذا صحيحاً؛ المهم أنهم يستخدمون أساليب مختلفة من أجل الحصول على المال، وهم ليسوا بحاجةٍ إليه، وإنما أصبح ذلك مهنةٍ لهم، لا فرق في ذلك بين أن يكون الشخص من نفس البلد أو من غيرها؛ لأن العبرة في حقيقة السائل من جهة كونه محتاجاً، أو ليس بمحتاج.
أما من جهة من يُعطيه فإذا كان الشخص الذي يريد أن يعطي السائل من الصدقة؛ فالأمر في هذا واسع؛ أما إذا كان يريد أن يعطيه من الزكاة فلا بدّ أن يتحقق ويتحرى، حتى يغلب على ظنه أن هذا الشخص من مصارف الزكاة، وإلا فكثيرٌ من الناس -وبخاصةٍ إذا أقبل رمضان، أو في أثناء رمضان- يكثرون كثرةً فيها شيءٌ من الغرابة، ويستخدمون أساليب مختلفة، وفي هذه الأساليب شيءٌ من الكذب، ويأخذون الزكاة وهم لا يستحقونها. فعلى الإنسان الذي عنده زكاةٌ أو أنه مفوّضٌ في دفع زكاة، عليه أن يتحرى بقدر استطاعته، والله -جّل وعلا- لا يكلّف نفساً إلا وسعها، وعلى السائل -أيضاً-أن يتقي الله في نفسه، وألا يعرّض نفسه لسؤال الناس، وهو ليس في ضرورةٍ إلى السؤال. وبالله التوفيق.