Loader
منذ 3 سنوات

حكم رد السلام والتحية على غير المسلمين


الفتوى رقم (1129) من المرسل م.ع. س. ب، من الرياض، يقول: إنني أعمل في أحد المعارض التجارية، وغالبية زبائننا من الأجانب غير المسلمين، وعندما يدخلون إلى المحل يسلمون علينا بتحية الإسلام، السلام عليكم، فهل رد التحية واجبٌ علينا أم لا؟

الجواب:

 يقول الله جل وعلا:"وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا"[1]، فإذا سلم عليك اليهودي، أو النصراني، وتحققت تحققاً كاملاً أنه قال: السلام عليكم، فإنك تقول: وعليكم السلام عملاً بظاهر عموم هذه الآية، ولأن هذا هو مقتضى عدل الشريعة الإسلامية، ولأنه قد يكون فيه تأليف له، وفتح باب دعوته إلى الإسلام، لكن مما ينبغي التنبيه عليه: أنهم لا يُبدؤون بالسلام؛ لأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه لم يكتب لأحدٍ من الكفارِ يبتدئهم بالسلام، وإنما كان يقول: « السلام على من اتبع الهدى »[2]، وكما أنه عدل عن هذا في مكاتباته، فهو أيضاً قد نهى عن ابتدائهم بالسلام، فقال: « لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه »[3].

ومما ينبغي التنبيه عليه أيضاً أنهم قد يقولون: السام عليكم، كما كانوا يفعلونه مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وهم عندما يقولون السام عليكم، فالسام هو: الموت، فمعناه أنهم يقولون: الموت عليكم، فهذا دعاءٌ منهم على المسلم بالموت، وإذا قالوا هذا، فحينئذٍ يقول لهم الشخص: وعليكم، وإذا قال: وعليكم السام واللعنة، فهذا أيضاً ليس فيه شيء؛ لأنه مقابلة قولهم بهذا القول.

فالحاصل أن الشخص لا يبدؤهم بالسلام، ويتحقق، فإن قالوا: السام عليكم، فيقول: وعليكم، أو يقول: وعليكم السام واللعنة، وإذا تحقق أنهم قالوا: السلام عليكم، فإنه يرد عليهم السلام عملاً بالآية المتقدمة، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (86) من سورة النساء.

[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاستئذان، باب كيف يكتب إلى أهل الكتاب (8/58)، رقم(6260).

[3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام (4/1707)، رقم(2167).