Loader
منذ سنتين

صفات القدوة الحسنة في أماكن طلب العلم


  • فتاوى
  • 2022-02-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11205) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: ما صفات القدوة الحسنة في أماكن طلب العلم تعليمه أو تعلمه أو القيام بشؤونه؟

الجواب:

        هذا السؤال يشتمل على أمر يتعلق بالمعلم، وأمر آخر يتعلق بالمتعلم، وفيه أمر بينهما وهو العلم الذي يعُلّمه المعلم للمتعلم.

        فبالنظر إلى المعلم: عندما يريد أن يقوم بهذه المهمة فإنه لا بدّ من وجود النية، وذلك أن يبتغي بتعليمه العلم وجه الله، ويكون متمكناً من المادة العلمية التي يريد أن يعلمها، وأن يكون عاملاً بعلمه؛ لأنه إذا عمل بعلمه صار هذا العمل من أسباب قبول العلم عنه. ويكون كسبه حلالاً؛ يعني: يكسب المال من وجه حلال، وينفقه -أيضاً- في وجه حلال. هذا بالنظر إلى المعلم مع رحابة الصدر والحكمة التي يتعامل بها مع طلابه، وذلك أن يحسن إليهم، ولا يطلب منهم الإحسان، ويتحمل إساءتهم ولا يسيء إليهم لا في قول ولا عمل. وعندما يلاحظ خروج أحدهم عن حد الآداب فبإمكانه أن ينبهه على أن هذا الأمر الذي اتصف به لا يجوز له العمل به.

        وأما بالنظر إلى المتعلم فلا بدّ أن يكون قصده من تعلم العلم وجه الله -تعالى-، وتكون عنده نية طيبة؛ وكذلك يكون عنده كسب حلال، ويحرص على الإنصات حينما يتكلم المعلم بالعلم؛ ويتأدب مع معلمه في القول وفي الفعل.

        وأما بالنظر إلى المادة التي يتعلمها: من أهم الأمور في هذا الباب هو التركيز على العقيدة، والتركيز على الأمور التي تجب على المتعلم وجوب عين؛ سواء كانت من جهة العقائد، ومن جهة التوحيد؛ يعني: سواء كانت من جهة الإيمان وما يضاده، أو من جهة التوحيد وما يضاده، أومن جهة أعمال الجوارح؛ مثل: الطهارة، والصلاة، والصيام، والحج، والعمرة؛ وكذلك بالنظر إلى المسائل التي تتعلق بالبيع والشراء؛ وهكذا بالنظر إلى الأحوال الشخصية.

        المقصود أنه يكون هناك طريق يسلكه المعلم مع المتعلم بالنظر إلى الأمور التي لا بدّ للمتعلم أن يكون على بصيرة منها.

        وبإمكان المعلم أن يتوسع مع المتعلم على سبيل التدريج من جهة دراسة وسائل العلوم؛ مثل: المصطلح مع الحديث، ومثل علوم القرآن مع القرآن والتفسير، وأصول الفقه مع الفقه؛ وهكذا بالنظر إلى علوم اللغة من جهة التصريف والاشتقاق والنحو والبلاغة من جهة القرآن ومن جهة السنة. وبالله التوفيق.