الحكم في التعامل مع الأرملة
- فتاوى
- 2021-07-31
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6917) من مرسلة من المدينة المنورة كتبت رسالة تطلب فيها نصيحة من أصحاب الفضيلة حول معاملة بعض الناس لأراملهم ومقاطعتهم لهم تقول: حيث يقاطعونهم برغم أنهم يواصلونهم بالأعياد وغيرها من المناسبات والزيارات، نرجو توجيهكم حيال هذا الأمر خصوصاً بعض الأرامل تقوم على أيتام منذ قرابة ست عشرة سنة وليس لها من يزورها من أقاربها ولا يعطف عليها. وجهوهم أحسن الله إليكم.
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « إن الله كتب الإحسان على كل شيء » فالإحسان مطلوبٌ من الناس، وهو بحسب مواقعه بالنظر إلى علاقة الإنسان بالله، وبالنظر إلى علاقته بنفسه، وبالنظر إلى علاقته بمن تحت يده؛ وكذلك بالنظر إلى علاقته بالناس، وكذلك علاقته بأقاربه الذين ليسوا تحت يده، فالإحسان أمر مطلوب يكون واجباً ويكون مستحباً وذلك بحسب اختلاف الأحوال والأمكنة والأزمنة والأشخاص.
فالمقصود أن الإنسان إذا كان له أقارب من الأرامل الذين فقدوا عائلهم فعليه أن يحرص على الاتصال بهم وتفقد أحوالهم من الناحية المالية؛ وكذلك إذا أمكن مراقبة الأولاد سواء من ناحية الذكور أو من ناحية الإناث، فيُنزل نفسه منزلة الشخص الذي فقدوه من ناحية الرعاية ومن ناحية المراقبة، وإذا كانوا في حاجةٍ ماسة إلى سد الخلة المالية وعنده قدرة على الإنفاق عليهم، أو ليس عنده قدرة على الإنفاق عليهم ولكن عنده زكاة، أو يستطيع أن يجمع لهم صدقة من الناس، أو أن يجمع لهم زكاة هذا إحسان من جهة وداخل في عموم قوله -تعالى-: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"[1].
ومن جهةٍ ثالثة أن هذا العمل الذي يعمله هذا الشخص مع الأرامل قد يأتي عليه يومٌ يزول عن هذه الدنيا وتكون أسرته أرملة زوجته أو أبناؤه وبناته، وعندما يعمل هذا العمل في حياته فقد ييسر الله بعد موته من يقوم مقامه على أسرته بدليل عموم قوله ﷺ: « احفظ الله يحفظك »، فإن قوله ﷺ: « احفظ » هذا عامٌ في حفظ الله في جميع شريعته؛ سواءٌ كان ذلك بالنظر إلى علاقة الإنسان بربه، أو علاقته بنفسه، أو علاقته مع الناس، أو علاقته مع أقاربه مع أسرته في بيته، أو علاقته مع أقاربه الذين ليسوا معه في البيت.
أما الأرامل البعيدون عنه كل البعد فهم من عموم المسلمين فأيضاً التعاون معهم وإيصال الخير لهم هذا فيه أجرٌ عظيمٌ من جهة، وقد أيضا يحفظ الله الإنسان بعد موته في أولاده بهذا السبب. وبالله التوفيق.