حكم جلوس النسوة في مكان مرور الناس والتحدث فيه
- فتاوى
- 2021-09-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1762) من المرسلة السابقة، تقول: هناك نسوة يجلسن يتحدثّن في أمور دينهن ودنياهنّ، ولكنهنّ يجلسن في مكانٍ يمر الناس منه، فما رأيكم في هذا، وبماذا تنصحونهن؟
الجواب:
المرأة لها وضعٌ في المجتمع يختلف عن الرجل، فالرجل عليه مسؤوليات، والمرأة عليها مسؤوليات.
ومن مسؤوليات المرأة: أنها ربة بيت، ولهذا بيّن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- أن صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، فعندنا -الآن- المسجد خير البقاع، والصلاة آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، ومع ذلك بيّن الرسول ﷺ أنها إذا صلّت في بيتها تنال أجراً أعظم من الأجر الذي تناله إذا صلّت في المسجد.
فكيف بالمرأة التي لا تجلس في بيتها إلا قليلاً! تخرج وتجوب الأسواق، وتجلس في بعض الأماكن يمر عليها الرجال!
فهذا ليس من وظائفها؛ إنما الخروج إلى الأسواق هو من اختصاص الرجال؛ صحيح إذا دعت الحاجة إلى خروج المرأة إلى سببٍ شرعي؛ فإنه لا مانع من ذلك.
ولكن مما يؤسف له أن فيه دعاة -الآن- يقولون: إنهم يريدون نصر المرأة وإعطاءها حقها، ويريدون أن المرأة تساوي الرجل في الحقوق وفي الواجبات فيما له وفيما عليه، ولا شك أن هؤلاء عميت بصائرهم عن معرفة مسؤولية الرجل، ومعرفة مسؤولية المرأة، وتحديد ذلك من الشريعة، والتطبيق على الرجل فيما يخصه، والتطبيق على المرأة فيما يخصها؛ بل خلطوا بين الأمرين، فقد يسندون إلى الرجل شيئاً من وظائف المرأة، ويسندون كثيراً من وظائف الرجال إلى النساء، ويدعون -الآن- إلى السفر بدون محرم، ويدعون إلى الاختلاط، إلى غير ذلك مما هو من الأمور المستوردة من البلدان التي لا تدين بدين الإسلام.
وعلى المسلم أن يعتزّ بدينه؛ فإن الإسلام نعمةٌ من نعم الله -جلّ وعلا- كما قال الله -جلّ وعلا-:"يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"[1] على العبد أن يشكر الله -جلّ وعلا- على هذه النعمة العظيمة، وأن يسأله أن يثبته عليها حتى يلقاه. وبالله التوفيق.