حكم رفض إعطاء الوالد مبلغاً من المال حتى لا يصرفه في معصية
- فتاوى
- 2021-12-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5013) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم رفض إعطاء الوالد مبلغاً من المال وذلك حتى لا يصرفه في معصية؟
الجواب:
إذا كان الوالد يأخذ المال من ولده من أجل صرفه في وجوهٍ محرمة، فإنه لا يجوز للولد أن يعطي والده هذا المال؛ لأنه من التعاون على الإثم والعدوان، وعندما يحصل غضبٌ من الوالد على ولده لهذا السبب، فإن هذا غضبٌ في غير محله، فعندما يعطيه المال وهو يعلم أنه سينفقه في معصية يكون الولد عاصياً لله جل وعلا، ويكون مطيعاً لأبيه والرسول ﷺ يقول: « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ». وبالله التوفيق.
المذيع: ما كيفية الدعوة بين أهل البدع؟
الشيخ: ينبغي للشخص عندما يكون داعياً إلى دين الله جل وعلا، يكون عالماً بما يأمر به، ويكون عالماً بما ينهى عنه، ولهذا يقول عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-: « تفقهوا قبل أن تسودوا »، وقد قال البخاري رحمه الله تعالى بعد ذكره لهذا الأثر عن عمر -رضي الله عنه-، قال: وقد تفقه أصحاب رسول الله ﷺ قبل السيادة.
فلا شك أن الشخص عندما يريد أن يدعو إلى دين الله جل وعلا، لا شك أنه يتعين عليه أن يكون على بصيرة من الأمور التي يدعو إليها، وذلك أن الكلام الذي يقوله الشخص قد يكون من الكلام الذي له وظيفةٌ لغوية، وقد يكون من الكلام الذي له وظيفةٌ شرعية، وقد يكون هذا الكلام له وظيفةٌ عرفية فإن وظيفة الكلام من ناحية اللغة يرُجع فيها إلى علم اللغة، ووظيفة الكلام من الناحية الشرعية يُرجع فيها إلى معرفة المعاني الشرعية، فلا يتكلم الشخص بكلامٍ ينسبه إلى الشرع إلا على حسب مقتضى وظيفة الكلام الشرعية، أي أنه يكون على بصيرةٍ من أمور الشرع.
وأما وظيفة الكلام من الناحية العرفية فمعنى ذلك: أن يكون الشخص على بصيرة من الكلام الذي يتعارف عليه الناس بحسب مقاصدهم من ألفاظهم.
بناءً على ذلك الشخص الذي يريد أن يدعو أهل البدع إذا كان على هذه الصفة بعد ذلك هو محتاجٌ إلى معرفة واقع هذه البدع؛ لأن كل مسألة من مسائل الشريعة تحتاج إلى أمرين:
أما الأمر الأول: فهو معرفة هذه المسألة من جهة الشارع.
وأما الأمر الثاني: فهو معرفة هذه المسألة من جهة الواقع.
فعندما يكون الشخص محسناً لمعرفة هذه المسألة من جهة الواقع ويكون محسناً لمعرفة هذه المسألة من جهة الشارع، يسهل عليه أن يطبق هذه المسألة من جهة الشارع، يطبقها على محلها من جهة الواقع فقد يقول: إن هذا مبتدع ويقول: هذا العمل بدعة وفي الواقع لا يكون الشخص مبتدعاً ولا يكون هذا العمل بدعة، وقد يقول: إن هذا العمل ليس ببدعة وأن هذا الشخص ليس بمبتدع ولكن يكون في واقع الأمر أن هذا العمل بدعة وأن هذا الشخص يكون مبتدعاً.
فلا بد أن يكون الشخص على بصيرة من جهة الشارع، ويكون على بصيرة من جهة الواقع، وبعد ذلك بإمكانه أن يدعو الناس إلى طريق الخير، وكثيرٌ من الناس يحصل عندهم تخبط إما من جهة جهلهم في الشرع وإما من جهة جهلهم بالواقع وينشأ عن ذلك سوء تطبيق الواقع على محله من الشريعة. وبالله التوفيق.