Loader
منذ سنتين

حكم جلوس الشخص في مجلس فيه غيبة ونميمة وإن لم يشارك فيه


  • فتاوى
  • 2021-12-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3107) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: إذا جلست في مجلس فيه غيبة ونميمة، ولم أشارك في الحديث، هل يلحقني ذنب؟

الجواب:

 الشخص عندما يجلس في مجلسٍ من المجالس، ويكون بعض الأشخاص الذين في هذا المجلس يشتغلون بما حرّم الله من قولٍ أو فعلٍ، من ذلك ما ذكره السائل من الغيبة والنميمة.

فالمشروع في حقه أن ينكر على المتكلم، ويبيّن له أن هذا القول محرّمٌ، وإذا كان عنده استطاعة في بيان الأدلة من القرآن والسنة، فإنه يبيّنها له؛ لأن هذا داخلٌ في عموم قوله ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه... » الحديث..

وإذا كان لا يستطيع البيان فلا يجوز له الجلوس؛ لأن جلوسه إقرارٌ لهذا المنكر؛ بل يستأذن ولو خرج بدون إذن فلا شيء عليه في ذلك.

ومن المعلوم أن الغيبة هي: ذكرك أخاك بما يكره؛ بمعنى: إنك تتكلم في شخصٍ غائبٍ عن المجلس في كلامٍ يكرهه إذا سمعه.

والنميمة: أنك تنقل كلام شخصٍ قاله في شخصٍ آخر، فتكون وسيطاً في النقل بين القائل والمقول له. ولا شك أن هذا يسبب العداوة والبغضاء بين الناس. فلا يجوز للإنسان أن يشتغل بالغيبة ولا النميمة. فكما أنه لا يحب أن يغتابه أحد، ولا أن ينم عنه أحد؛ فكذلك لا يجوز له أن يفعل ذلك؛ لأن الرسول ﷺ قال: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ».

وبالإمكان التناصح فيما بين الناس حينما يجلسون في مجلسٍ من المجالس، وبالإمكان أن يشتغلوا بما فيه مصلحةٌ دينية، فإن لم يتيسر ذلك ففي مصلحةٍ دنيوية. لكن كونهم يشتغلون في مجلسهم بما يعود عليهم بالضرر في دينهم، وفي دنياهم، وفي آخرتهم، فلا شك أن هذا مجلس من المجالس التي تكون تِرة وخسارةً يوم القيامة. وبالله التوفيق.