هل النملة مذكر أو مؤنث
- فتاوى
- 2021-06-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (440) من المرسل السابق، يقول: بأن الله تعالى يقول: "قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ"[1] هل النملة مذكر أم مؤنث؟
الجواب:
ما كان ينبغي للسائل أن يسأل هذا السؤال، إنما كان ينبغي له أن يسأل عن هذه النملة كيف تكلمت بهذا الكلام؟ أما كلمة نملة من ناحية التأنيث، فلفظ الكلام يدل على ذلك قَالَتْ نَمْلَةٌ، ولم يقل:( قال نمل)، فالتاء هنا للتأنيث؛ وكذلك التاء في كلمة نملة، وعلى فرض أن كلمة نملة مذكر أو مؤنث هذا لا يترتب عليه حكم من أحكام الله؛ إنما الشيء الذي كان ينبغي أن يسأل عنه السائل هو أن الله ألهم هذه النملة حتى نطقت بهذا الكلام من جهة، وألهم سليمان فقبل منها هذا الكلام، وامتثل لأمرها "قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"[2].
ومن جهة ثالثة: إن الله جعل سليمان يسمع كلامها ويدرك ما قالت، ولهذا قال تعالى "فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا"[3]، فهذا من حكمة الله؛ لأن الله خالق كلّ شيء، وهو قادر على كلّ شيء، ولهذا الرسول كان يخطب على جذع فلما عمل له منبر حنّ هذا الجذع لفقده رسول الله، وسمع تسبيح الحصى بيد الرسول، وكان الرسول يقول: إنه يعرف شجرة كانت تسلّم عليه.
المقصود أن هذه الكائنات التي لا تنطق كما ينطق بنو آدم الله أعطاها من القدرة ما يجعلها تنطق على الوجه الذي أراده، وجعل لمن شاء من عباده أن يسمع هذا النطق، وأن يدرك ذلك ويفهم معناه، وقد قال تعالى: "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ"[4].
هذا هو الذي ينبغي أن يسأل عنه السائل في مسألة النملة، أما السؤال عن كونها مذكراً أو مؤنثاً، فهذا لا يترتب عليه حكم شرعي. وبالله التوفيق.