هل يؤجر من يستمع للقرآن الكريم أو للأشرطة التي تحتوي على بعض الذكر؟
- ما يتعلق بحصول الأجر وكثرته
- 2021-07-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5711) من المرسلة السابقة، تقول: هل عندما أستمع للقرآن الكريم أو لشريط من الأشرطة التي تحتوي على بعض الذكر هل أكون مأجورة على ذلك الفعل؟
الجواب:
يقول الله -جلّ وعلا-: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[1] والجوارح ومنها السمع والبصر واللسان يستعملها الشخص فيما يعود عليه بالنفع الأخروي، وما يعود عليه بالنفع الدنيوي. ويستعملها الشخص فيما يعود عليه بالضرر الأخروي؛ وكذلك الضرر الدنيوي.
ففي السمع يستمع الشخص للقرآن ويكون مأجوراً على استماعه، ويستمع الأغاني ويكون آثماً في استماعه، ويستمع إلى شهادة الزور ويقبلها ويكون آثماً في استماعه إليها؛ وهكذا المسموع يكون مأجوراً عليه الشخص ويكون آثماً.
وهكذا بالنظر للبصر فقد يسلط الشخص بصره على ما يكون طاعة لله، ويسلطه على النظر إلى المحارم التي لا يجوز له النظر إليها، فيكون مأجوراً في الحالة الأولى، ويكون آثماً في الحالة الثانية.
وهكذا بالنظر لجارحة اللسان فالشخص يقول: لا إله إلا الله يؤجر عليها، ويتكلم بكلمة الشرك، أو يشهد بشهادة الزور، أو يتكلم رياء وسمعة، أو يحلف يمينا ًكاذبة؛ إلى غير ذلك من الوظائف التي يوظف الإنسان فيها جارحة اللسان توظيفاً ممنوعاً، فإذا وظف اللسان الإنسان الوظائف الشرعية مع النية يكون مأجورا، وإذا وظفه الوظائف الممنوعة يكون آثماً.
فهذه المرأة التي تسأل عن استماعها للقرآن وتقول: هل تكون مأجورة على سماعها تبيّن لها من هذا الجواب أنها مأجورة إذا قصدت الامتثال؛ لأن قراءة القرآن عبادة من العبادات، والعبادات لا بدّ فيها من النية من جهة صحة العمل ومن جهة الثواب؛ فهذه المرأة إذا نوت باستماعها للقرآن الامتثال كما في قوله -تعالى-: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا"[2]، ولم تشتغل بما يشغلها عن سماع القرآن تكون مأجورة. وبالله التوفيق.