الفتوى رقم (9769) من المرسل السابق، يقول: ما الكتب التي تنصحون بها طالب العلم؟

الجواب:

        الحكومة -جزاها الله خيراً- أسست مؤسسات علمية في علوم الدين وفي علوم الدنيا، وما على الشخص إلا أن ينتظم في السلك الذي يحصل له ويناسب له.

        ففيه مدارس لها عناية بالقرآن وما يتصل به، ومدارس لها عناية فيما يتعلق بالأمور الشرعية؛ سواء كان من ناحية الفقه، أو الأصول، أو التفسير، أو الحديث، أو التوحيد أو ما إلى ذلك، فالشخص ينتظم في سلك التعليم الذي يناسبه.

        وإذا كان من خارج المملكة فمن المعلوم أن كتب العلم كثيرة، وأن الشخص له مراحل في طلبه العلم، وأن العلوم منها ما يساعد ويستعان به على بعضٍ. فإذا نظرنا إلى الشخص الذي يريد أن يدرس السنة هو محتاج إلى معرفة علوم الحديث، وإذا نظرنا إلى الشخص الذي يريد أن يدرس القرآن فإنه في حاجة إلى معرفة رسم القرآن، ومعرفة علم القراءات، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، ومعرفة أسباب النزول؛ وكذلك يحتاج إلى معرفة علم اللغة من ناحية علم اللغة، ومن ناحية الوضع، والاستعمال، والتصريف، والاشتقاق، والنحو، والبلاغة؛ وكذلك علم فقه اللغة؛ يعني: هو محتاجٌ إلى عدة علوم من أجل أن يفهم القرآن وأن يفهم السنة.

        أما الشخص الذي يريد أنه يجتزئ فهذا عليه أن يتعلم العلم الواجب؛ لأن العلم قسمان:علم فرض كفاية، وعلم فرض عين. ففرض العين هذا واجبٌ على كل مكلف، فمثلا الإنسان لا بدّ أن يكون على علم ٍ بكيفية الوضوء، كيفية التيمم، كيفية الغسل، كيفية الصلاة، كيفية الصيام؛ يعني: الأشياء الواجبة عليه، فمن عنده مال لا بدّ أن يعرف أحكام الزكاة، ومن يريد أن يعتمر لا بدّ أن يعرف أحكام العمرة، ومن يريد أن يحجّ لا بدّ أن يعرف أحكام الحج، ومن يريد أن يتعامل معاملات مادية لا بدّ أن يعرف الحلال والحرام وما إلى ذلك. وبالله التوفيق.