حكم أمر الصغير بالصيام قبل بلوغه
- الصيام
- 2021-09-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1509) من المرسل السابق، يقول: من كان دون البلوغ هل يؤمر بالصيام؟
الجواب:
الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- قال: « مُروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع »، وهذه الأوامر من الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-سِيقَت من أجل أن هذا أسلوب من أساليب التربية والتعليم، وذلك أن الشخص عندما يؤمر بالصلاة في هذه السن، وهو بدء التمييز من السن السابعة، يتدرج في فعل الصلاة والتهيؤ لها من ناحية الطهارة، ومن ناحية السعي إليها في المسجد، والنظر في كيفية أداء الصلاة بالنسبة للإمام وبالنسبة للمأمومين الآخرين؛ وكذلك بالنسبة لما يَرِد عليه من التعليم من جهة أبيه أو من جهة الناس الآخرين؛ كالذين يدرّسونه في المدرسة؛ فالمهم أنه يتدرج في تعلم الصلاة إلى أن يبلغ، وإذا بلغ فإنه يكون قد أتقن الصلاة من الناحية التطبيقية، وحينئذٍ يؤديها على الوجه الأكمل، وهذا بالنسبة للصلاة؛ وكذلك -أيضاً- بالنسبة للصيام، فعندما يؤمر الإنسان بالصيام قبل البلوغ يكون قد تعوَّد على الصيام وتحمّل مشقته، فإذا بلغ يكون قد ألِفَهُ من جهة، ويكون قد أتقن كيفيته من جهة أخرى.
ومما يحتاج إلى تنبيهٍ -هنا- أن البلوغ يحتاج إلى تفسير، وبيان ذلك أن الذكر يحصل له البلوغ بواحد من ثلاثة أمور:
الأمر الأول: الاحتلام.
والأمر الثاني: هو إنبات شعر خشن في القُبُل.
والأمر الثالث: هو بلوغ خمس عشرة سنة.
وبالنسبة للأنثى هذه الأمور الثلاثة وتزيد أمراً رابعاً وهو الحيض.
وكثير من أولياء أمور الأولاد من ذكور أو إناث يُهمِلونهم من ناحية الرقابة عليهم للتأكد على علامات البلوغ، فقد يوجد الحيض في البنت ولكنها لا تعلم أنه علامة من علامات البلوغ، أو أنها تخبر أمها وأمها لا تدري أنه علامة من علامات البلوغ، فتترك البنت الصيام اعتماداً على معرفتها أو على معرفة أمها، ويكون في ذلك نقص عليها، وبعد فترة من الزمن قد يحصل سببٌ يجعلها تتيقّظُ لهذا الأمر، فتسأل عنه كما وقع من كثير من النساء تركْن صيام رمضان مع وجود الحيض؛ ظناً منهن أن الحيض ليس علامة من علامات البلوغ، فالواجب على ولي الأسرة وعلى ربة الأسرة أن يقوم كلّ واحدٍ منهما فيما يخصه من جهة تفقُد أفراد الأسرة من جميع النواحي الدينية؛ ولكن من جهة الصيام بما أنه محل حديث الآن يتفقّد هذا الولد من ناحية تحقق وجود علامة من علامات البلوغ، فهو يأمره بالصيام إن كان يُطيقُه؛ ولكن يُنبّههُ على علامات البلوغ إن كان ذكراً أو كان أنثى، وبهذا تحصل له براءة ذمته؛ أما إذا تساهل كلّ واحدٍ من المسؤولين عن الأسرة -رب الأسرة وربة الأسرة- فإنه يحصل خلل عظيم في الأسرة؛ وبخاصة من هذا الجانب. وبالله التوفيق.