Loader
منذ سنتين

حكم رفض الخاطب لأنه غير ملتزم، والرغبة بالزواج من رجل ملتزم


الفتوى رقم (3298) من المرسلة السابقة، تقول: أنا فتاةٌ في السادسة والعشرين من العمر، يأتيني الخطّاب ولكن أرفضهم، وسبب رفضي لهم أنهم غير متمسكين بالدِّين، فمنهم من لا يقيم الصلاة، ومنهم من يرتكب المحرمات، وكلّ أمنيتي في هذه الدنيا أن أتزوّج برجلٍ صالحٍ ملتزمٍ بأمور دينه، وأتمنى أن يجيد قراءة القرآن، وعلى قدرٍ من العلم بأمور دينه؛ لأنني أرغب أن يعلمني قراءة القرآن، ويساعدني على فهم أمور ديني، وباختصار أريد أن يكون لي بيتٌ أثاثه الإيمان وتقوى الله، وأن أفتح صفحةً جديدة من حياتي؛ ولكن أهلي يريدون تزويجي من أي شخص، ولا يسألون عن دينه، المهم عندهم أن يكون قادراً على إعالتي. ولديّ ثلاث أخوات في عمر الزواج، وأهلي لا يزوجون الصغيرة قبل الكبيرة، فماذا أفعل يا فضيلة الشيخ؟ هل أتزوج من أي رجلٍ يطلبني سواءٌ كان صالحاً أو غير صالح، وأقول إن هذا نصيبي؟ أم أسلك المسلك الذي قلته لكم في السابق؟ وجّهوني، جزاكم الله خيراً.

الجواب:

الرسول ﷺ قال: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوّجوه »، فبيّن النبي ﷺ أن الزوج الذي لا يرد، هو الذي يكون مرضياً في دينه وأمانته. فإذا كان الإنسان خائناً في أمانته فيما بينه وبين الله، فلا شك أن هذه خيانةٌ عظيمة؛ لأنه مؤتمنٌ على أداء أمور دينه، وهو مؤتمنٌ على فعل الأوامر، ومؤتمنٌ على ترك النواهي، فإذا خان هذه الأمانة فيما بينه وبين الله، فهذا لا يرجى أن يكون فيه نفعٌ، وقد تكون خيانته للأمانة من باب الشرك الأكبر، أو من باب الكفر الأكبر، أو من باب النفاق الأكبر، أو من باب كبائر الذنوب؛ كالشخص الذي يشرب الخمر ويستمر على ذلك، أو يفعل الزنا، وقد تكون خيانته من جهة الإصرار على الصغائر.

فالمقصود أنكِ لا ينبغي أن توافقي إلا على شخصٍ مرضيٍ في دينه وأمانته، وعليك بدعاء الله -جلّ وعلا- فإن الله -سبحانه وتعالى- هو القادر على كلّ شيءٍ، وبإمكانكِ السماح لأخواتكِ إذا كان أهلكِ يرغبون تزويجهن، وهنّ يرغبن ذلك، وتقولين لهم: أنا لا مانع عندي من تزويج أخواتي قبلي؛ لأني انتظر رجلاً مرضياً في دينه وأمانته.

وهم ليس لهم حقٌ في أن يلزموكِ بالزواج من شخصٍ ليس بمرضيٍ في دينه وأمانته. وبالله التوفيق.