Loader
منذ 3 سنوات

حكم من نذر صيام زكريا ممتنعًا عن الطعام والكلام، وصيام يوم المولد النبوي


الفتوى رقم (1802) من المرسلة أ. س، من العراق، تقول: قبل حوالي ثلاثين سنة لم أكن قد رزقت بالأولاد، فنذرت والدة زوجتي نذراً وهو أن تصوم يوم زكريا ممتنعةً عن الكلام والطعام، وقد استمرت على هذا الصوم حتى بعد أن رزقني الله بالبنين والبنات، وقد أوصتني قبل وفاتها -رحمها الله- بمدة أن أقوم بصوم يوم زكريا طوال حياتي؛ ولكني بعد أن بدأت أستمع إلى هذا البرنامج، وإلى إجابات أصحاب الفضيلة العلماء تيقّن لي أن النذر حرام، فهل أستمر على ما أوصتني به من صوم؟ أم أمتنع مع العلم بأني أصوم شهر رمضان، والأيام الستة الأولى من شهر شوال، والأيام البيض من كلّ شهر؛ وكذلك أصوم أيام المولد النبوي الشريف، وعاشوراء الأول والعاشر منه، ويوم عرفات، وكلّ الأيام المباركة خلال السنة.

الجواب:

بالنسبة لهذا الصيام الذي نذرته والدة زوجك، هذا النذر ليس بصحيح، ولا يجوز لكِ الاستمرار عليه.

وأما بالنسبة لما ذكرتيه من أنك تصومين صيام الفرض، وتصومين النوافل من الأيام؛ كستٍ من شوال، وثلاثة أيام من كلّ شهر وهي أيام البيض، ويوم الإثنين والخميس، وصيام اليوم التاسع والعاشر، وصيام يوم عرفة؛ كلّ هذا وردت فيه الأدلة، وورد فيه الترغيب في صيامها، وفيه أجرٌ عظيمٌ لمن صامها؛ ولكنكِ ذكرتِ أمرين في السؤال:

 الأمر الأول: صيام يوم المولد، وهذا بدعة من البدع، لا يجوز للإنسان أن يصومه؛ لأن الرسول ﷺ ما صامه، ولم يأمر بصيامه، وأصحابه من بعده؛ خلفاؤه الأربعة، وسائر أصحابه هم أحق الناس بطاعته، ومع ذلك لم يفعلوا هذا الأمر، لم يصوموه ولم يأمروا بصيامه؛ فيكون داخلاً في عموم قوله ﷺ: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ».

والأمر الثاني: أنك قلتِ : الأيام في السنة؛ يعني: الأيام الفاضلة في السنة، وهذا فيه إجمال؛ لأن فيه من يصوم يوم النصف من شعبان يخصصه للصيام، وهذا -أيضاً- بدعة؛ وكذلك صيام يوم سبع وعشرين من رجب وهذا -أيضاً- بدعة.

 فالمقصود أنك تقتصرين في الصيام على ما فرض الله -جلّ وعلا-، وما ثبت في الأدلة أنه مشروعٌ، فهذا هو الذي تؤجرين عليه؛ أما ما لم يكن مشروعاً؛ فإنكِ تكونين آثمة ً بصيامه؛ بدلاً من أن تكوني مأجورة. وبالله التوفيق.