إشراك النية في عمل صالح وهبة ثوابه لميت أو عدة أموات، هل ينقص من الأجر الموهوب؟
- الجنائز
- 2021-12-28
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5072) من المرسلة السابقة، تقول: إذا أردت أن أقوم بعمل صالح كبناء مسجد أو حفر بئر وأهب ثوابه لميت أو عدة أموات، هل ينقص من الأجر الموهوب لهم إن نويته عن نفسي وأهلي وعن ذلك الميت، وجميع أموات المسلمين أم الأجر للجميع سواء؟
الجواب:
هذه المسألة من المسائل التي تتفرع عن هبة الثواب، وأصل هبة الثواب جاء متقرراً في أدلة منها قوله ﷺ: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... »، وذكر منها صدقة جارية.
وهذا المسؤول عنه صدقة بأمرٍ مالي، فعندما يتصدق الشخص بنقودٍ أو بعقارٍ يوقفه ويجعل ثوابه لميتٍ أو لحي وينوي دخول نفسه بهذا الشيء الذي قدمه من نقود أو من عقارٍ فإن النية راجعةٌ إلى قوله ﷺ: « إنما الأعمال بالنيات… »، ومن هذا الدليل وأدلة كثيرة جاءت في السنة مقررة أن الأمور بمقاصدها.
وعلى هذا الأساس فالثواب الذي يكون لكل شخصٍ من هؤلاء الذين يدخلهم المتصدق بالنقود أو الموقف للعقار يكون بحسب ما ينويه هذا الشخص من حصة لكل واحد منهم، وإذا أدخل نفسه ونوى لها جزءاً معينا من ذلك فإن ثوابه إذا قبله الله، يكون له.
ومما يحسن التنبيه عليه أن هذا السائل قد أحسن ببره لمن أراد إدخالهم فيما سأل عنه سواءٌ أكانوا أحياءً أو أمواتاً أو جمع بينهم، وهذا المسلك الذي سلكه هذا السائل ينبغي أن يُتنبه له من جهة الإحسان وبخاصةٍ للأموات، فإذا كان الولد غنياً وأبوه متوفى أو أمه متوفاة أو قريب من أقاربه، فمن الخير أن يتصدق عنهم بما يراه مناسباً، وإذا تصدق عنهم بشيءٍ تثبت رقبته ويستمر ثوابه فيكون قد أحسن بهذا العمل. ولكن ينبغي أن يتحرى في الشيء الذي ينفقه نقوداً أو يشتري به رقبة ينقذها أو يشتري به مسجداً، ينبغي أن يتحرى أن يكون الكسب حلالاً؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً. وبالله التوفيق.