Loader
منذ سنتين

متى يضرب الطفل للتربية؟


الفتوى رقم (4051) من المرسلة ر. ع.أ من مصر، تقول: متى يضرب الطفل للتربية، وفي سن كم من العمر؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع » ؛ يعني: بين الذكور والإناث، لا ينام الذكر والأنثى في فراش واحد بعد بلوغ السابعة.

        لكن مما ينبغي أن ينبه عليه في هذا المجال: هو أن التربية ليست في الضرب -فقط-، إنما يستعمل الضرب عندما لا يكون هناك وسيلة إلا هذه الوسيلة، لكن ينبغي أن يتخلق الوالدان أمام ولدهما بالأخلاق الفاضلة من الأقوال، ومن الأفعال، ومن حسن المعاملة؛ لأن ما يصدر منهما ينعكس عليه، لكن عندما يزاول الوالد أعمالاً قبيحة، أو تزاول الأم أعمالاً قبيحة، أو يزاولان معاً أعمالاً قبيحة، وبعد ذلك الولد يقلد والده، أو يقلد والدته، أو يقلدهما جميعاً، ثم بعد ذلك يضرب لماذا يفعل هذا الفعل؟ هذا الفعل تسّرب إليه من جهة والديه، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه ».

        يعني: أن الولد يتأثر بما يشاهده مما يصدر من أبويه في البيت، أو من إخوانه الذين هم أكبر منه، أو من أفراد آخرين يكونون في البيت.

        فينبغي أن يكون الأشخاص الذين يريدون أن يربوا أولادهم تربية شرعية أن يحصنوهم عن هذه الترسبات، التي تنتقل إليهم من الجهات الموجودة في البيت.

        وكذلك ينبغي أن يحرص على الولد من جهة القرناء الذين يقترن بهم، فيختار له والده من القرناء القرين الصالح، أو يبقيه في البيت، يجعله معه يذهب به إلى المسجد، ويرجع معه من المسجد، ويحرص على أن يكون موجوداً معه في مكانه في أوقات تواجده في البيت، يأكل معه، ويشرب معه، ويجلس معه، يعلمه الآداب الإسلامية من الناحية القولية، ومن الناحية العملية.

        أما إهمال الأولاد في الشوارع إلى درجة أن بعضهم لا يأتون إلا نصف الليل، يهملهم والدهم أو والدتهم، وإذا جاء يضربونهم، المفروض أنه يساعدونهم في البداية، ويحافظون عليهم قبل أن ينفرطوا؛ لأنه إذا فرط الولد من الصعب علاجه، لكن قبل أن ينفرط يكون العلاج سهلاً. وبالله التوفيق.