Loader
منذ 3 سنوات

قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"، فهل الشرك لا يغفره الله أبداً؟ وما تفسير هذه الآية؟


  • فتاوى
  • 2021-08-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7146) من المرسل السابق، قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"[1]، فهل الشرك لا يغفره الله أبداً؟ وما تفسير هذه الآية؟

الجواب:

        الشرك يكون أصغر و يكون أكبر، وللإنسان معه حالتان:

        الحالة الأولى: أن يتوب قبل الموت، وإذا تاب قبل الموت فإن التوبة تجبّ ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله -جل وعلا- يقول في سورة الأنفال: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ"[2]، فالإنسان إذا تاب من ذنوبه قبل أن يغرغر؛ يعني: قبل هذه الحالة فإن الله سبحانه وتعالى كريمٌ يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات، أما إذا مات الإنسان على الشرك الأكبر سواءٌ كان شركه شركاً في الربوبية، أو شركاً في الألوهية، أو شركاً في الأسماء والصفات، وسواءٌ كان شركاً من ناحية الأفعال، ومن ناحية القصد وما إلى ذلك، أو على حسب التفاصيل التي ذكرها أهل العلم من ناحية أنواع الشرك؛ لكنه من حيث الأصل كما ذكرت شرك أكبر وهو المخرج عن الملة، وشرك أصغر وهو لا يخرج عن الملة، فإذا مات الإنسان على الشرك الأكبر الذي يخرج عن الملة فهذا هو الذي لا يغفر بعد الموت.

        أما بالنظر إلى الشرك الأصغر فإن الإنسان إذا مات عليه إما أن يعذبه الله في النار، وإما أن يأخذ من حسناته بقدر شركه ويدخله في الجنة.

        وعلى الإنسان أن يحرص ما دام على قيد الحياة على مزاولة الأسباب المرضية لله -جل وعلا-، وعلى تجنب الأسباب التي تغضب الله -جل وعلا-، فإن الله -تعالى- قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[3]، ومعنى قوله -تعالى-: وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يعني أن الإنسان يأخذ بأسباب الخير ويتجنب أسباب الشر المغضبة لله -جل وعلا-؛ سواءٌ كانت من باب النفاق الأكبر، أو الكفر الأكبر، أو الشرك الأكبر، أو الشرك الأصغر. أو كانت -أيضاً- من كبائر الذنوب أو من صغائر الذنوب التي يصر عليها الإنسان ؛ لأن الإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة. وبالله التوفيق.



[1]  من الآية (48) من سورة النساء.

[2]  الآية (38) من سورة الأنفال.

[3]  من الآية (102) من سورة آل عمران.