حكم قطع الصلاة بدون سبب
- الصلاة
- 2021-12-15
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4061) من المرسل هـ. ع. أ. و، يقول: ما هو الرأي في الإنسان الذي يقطع الصلاة من غير سبب، أو بسبب هو الوسواس الذي يدور في ذهنه عند الصلاةـ فيقطع الصلاة خوفاً من نقص في صلاته. هل هذا حرام وبم توجهونه؟
الجواب:
الشخص إذا قام إلى الصلاة، سواء أكانت الصلاة فرضاً، أو كانت نفلاً ، أو كانت منذورة ؛ لإن الشخص قد ينذر أن يصلي ، وقد تكون الصلاة أداء ، وقد تكون قضاء ، وقد تكون إعادة .
فالمهم أن الإنسان إذا قام إلى الصلاة، فإنه قائم بين يدي الله - جل وعلا-، فينبغي أن يستحضر عظمة الله -جل وعلا-، وأن يشغل قلبه بمتابعة ما يزاوله من عبادات قولية، ومن عبادات فعلية في الصلاة، بمعنى: إنه يحرص على إتقان كل جزء من أجزاء الصلاة، بدءاً من تكبيرة الإحرام، وانتهاء بالتسليم، وما بين ذلك من أقوال وأفعال، ينبغي أن يتنبه لها.
والشيطان يدخل على الإنسان في طهارته للصلاة، قبل دخوله معه في الصلاة، فيحاول بقدر الاستطاعة أن يشكك الشخص في طهارته. وبعض الناس قد يتوضأ مرات عديدة، أو يغسل العضو الواحد خمس مرات، أو عشر مرات، ويخيل إليه الشيطان أن هذا العضو لم يطهر حتى الآن، وقد يعيد الطهارة بعد الانتهاء منها، أو أنه يقطع الوضوء في أثنائه، وهذا كله من عمل الشيطان.
فالمشروع أن الشخص يغسل أجزاء الوضوء مرة مرة، أو مرتين مرتين، أو ثلاثاً ثلاثاً، كما فعل ذلك رسول الله ﷺ وإذا دخل في الصلاة فإنه يستحضر عظمة الله -جل وعلا-، ويستحضر ما يؤديه من أقوال وأفعال في الصلاة، ولا يلتفت إلى العوارض التي تعرض له، فإن الشيطان يعرض له كثيراً، يعرض له من ناحية تشكيكه في أداء هذه الأقوال، وفي أداء هذه الأعمال، وفرق بين ما يكون شكاً، وما يكون وسواساً. فالشك قليل الوقوع، وأما الوسواس فهو كثير الوقوع، حتى إن شخصاً سألني وقال: قد يخرج الوقت وأنا أعيد الصلاة، كلما انتهيت منها جاءني الشيطان، فقال لي: أنت نسيت الجلوس في التشهد، ونسيت ركعة من ركعات الصلاة، نسيت سجدة، وهكذا، فهذا يعتبر مرضاً من الأمراض، فينبغي للإنسان أن يتحصن بالدعاء، وألا يلتفت إلى هذه الوساوس، فهو محتاج إلى سببين:
السبب الأول: قوة الإرادة. والسبب الثاني: الدعاء.
وقوة الإرادة يترتب عليها عدم الالتفات إلى هذه الوساوس، والدعاء لعل الله يستجيب له فيحول بينه وبين الشيطان الرجيم، فإن الله -تعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}[1] فالله -سبحانه وتعالى- قادر على كل شيء، فإذا ألح الإنسان بكثرة الدعاء، فلعل الله يستجيب له، ويحول بينه وبين الشيطان الرجيم. وبالله التوفيق.
المذيع: تكثر الأسئلة التي من هذا النوع، هل تنصحون من أصيب بمثل هذه الأحوال أن يراجع الأطباء، بالإضافة إلى ما تفضلتم به من الدعاء الملح إلى الله -سبحانه-؟
الشيخ: الوساوس يكون لها أسباب، ومن أهم الأسباب: ضعف الجانب الديني عند الشخص، ومنها: حصول المشاكل، قد تكون المشكلة بينه وبين زوجته، بينه وبين أبيه، وبينه وبين ابنه، بينه وبين أخيه، بينه وبين رئيسه في العمل، بينه وبين شخص من الناحية التجارية، إلى غير ذلك من مواضع المشاكل.
فينبغي للشخص أن يعود إلى نفسه، فإن كان مقصراً في حق الله -جل وعلا- فعليه أن يعالج ذلك، فإنه قد يكون مقصراً في باب الأوامر، وقد يكون مقصراً في باب النواهي، وقد يكون مقصراً في الجانبين. وكذلك يعود إلى البيت الذي يعيش فيه، والمدرسة الذي يدرس فيها، والعمل الذي يزاوله، والأشخاص الذين يرتبط بهم، فإذا كان هناك شيء من المشاكل، فإنه يحرص بقدر الاستطاعة على حل هذه المشكلة، وحلها قد يكون سبباً من أسباب زوال هذا الوسواس.
أما الذهاب إلى الأطباء، فإن هذا لا حاجه إليه، فليس مرضاً من الناحية الجسمية، وإنما هو مرض يعتبر مرضاً من الناحية النفسية، لكن كما ذكرت بعض الأسباب، ويمكن للشخص أن يعالج نفسه بذلك. وبالله التوفيق.
المذيع: رغم وجود أطباء يقولون: إنهم أخصاء نفسيون؟
الشيخ: قد يصاب الإنسان بنواحٍ نفسية، ولكن لا يترتب عليها وساوس، والله - جل وعلا - يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[2]، والأطباء هم أهل الذكر في علمهم، فكل صاحب علم يكون صاحب ذكر في علمه، والأطباء كل طبيب له اختصاصه، ففيه طبيب الأذن والأنف والحنجرة، وفيه طبيب العيون، وفيه طبيب المسالك البولية، إلى غير ذلك، فكل صاحب علم يكون صاحب ذكر في علمه، وعندما تدعو الحاجة إلى سؤال فيما هو من حدود اختصاصه، فلا شيء في ذلك، فكون الإنسان المصاب بالنواحي النفسية يستشير الأخصائيين في ذلك، فهذا ليس فيه شيء. وبالله التوفيق.