علامة الإخلاص في طلب العلم
- الصيام
- 2021-07-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5105) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: ما علامة الإخلاص في طلب العلم؟
الجواب:
طلب العلم أمٌر مشروعٌ، وتختلف درجات مشروعيته باختلاف العلم الذي يطلب والحاجة الداعية إلى هذا العلم، والشخص الذي يطلبه والظروف التي تحيط بهذا الشخص من جهة تيسر الوسائل المعينة على طلب العلم سواء كانت وسائل فطرية، أو كانت وسائل عادية.
وعندما ييسر الله جل وعلا طريق علم من العلوم الشرعية؛ كطلب العلم في باب العقيدة، أو في باب تفسير القرآن، أو في باب الحديث، أو في باب الفقه، فإن الشخص يحتاج إلى أن يؤسس قصداً، وهذا القصد هو أن يبتغي بطلب هذا العلم وجه الله جل وعلا، فلا يريد التفوق على الأقران، ولا يريد به سمعة، ولا يريد به الحصول على شيءٍ من الدنيا؛ لأنه إذا أراد به شيئاً من الدنيا جعل العلم وسيلةً بدلا أن يكون غاية، جعله وسيلةً وجعل الدنيا هي الغاية.
ولهذا ينبغي أن يتنبه الشخص لهذه الناحية، وهو عندما يخلص لله جل وعلا فإن الله تعالى يفتح له من العلم ما يريد، ولهذا يقول الله جل وعلا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا"[1]، ويقول تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ"[2]، فكما أن الشخص محتاج إلى أن يكون قصده في طلب العلم لله جل وعلا، فهو أيضاً محتاج إلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، فلا يقصر في شيء من الواجبات التي طلب منه أن يعملها بعد علمه بوجوبها عليه، وكذلك بالنظر إلى المحرمات التي نهي عن فعلها وذلك بعد علمه بأنها محرمة عليه؛ لأنه إذا ترك شيئاً من الواجبات وهو يعلم أنه واجب عليه وقادرٌ على الإتيان به فإن هذا له تأثيرٌ على مساره في طلب العلم، وهكذا إذا عصى الله جل وعلا بفعل شيءٍ مما حرمه عليه، فإن هذا يكون له أثرٌ عليه في مسار طلبه للعلم؛ ولهذا يقول بعض السلف: إذا عصيت الله عرفت ذلك في سوء خلق دابتي وزوجتي، فكما أن الضرر يكون على الشخص فكذلك قد يكون أيضاً متعدياً إلى غيره بسببه. وبالله التوفيق.