Loader
منذ سنتين

حكم مقاطعة من لا يصلي الصلوات الكاملة، وإن صلى لا يصلي جماعة. ويجادل في الإسلام بغير علمٍ. ويسب الدِّين ويستهزئ


  • الصلاة
  • 2022-02-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10753) من المرسل م. م. م. يقول: يوجد لدي زميل لا يصلي الصلوات الكاملة، وإن صلى لا يصلي جماعة. ويكثر معنا الجدال في الإسلام بغير علمٍ ولا دليل. ولقد سمعته أكثر من مرة يسب الدِّين ويستهزئ، ولا يحترم اسم الله -جل جلاله- كان يقول- نسأل الله العافية -: "اترك رب هذا الشيء ودع عنك الرب هذا الشيء" ولا حول ولا قوة إلا بالله. وحذرته من عواقب هذه الأعمال في الدنيا والآخرة، وأنا الآن قاطعته ولا أكلمه، هل ينطبق عليّ قول الرسول ﷺ: « من مات وهو مقاطعٌ لأحدٍ من إخوانه دخل النار » أم لا؟

الجواب:

        مما يؤسف له أن بعض الأشخاص عندما يريد أن يصاحب شخصاً لا ينظر إليه من ناحية دينه، ولا من ناحية أخلاقه؛ ولكنه ينظر إليه من جهة توافقهما واتحاد رغبتهما في الأمر الذي يريده. كل واحدٍ منهما وبخاصةٍ ما يكون من الأمور التي ليست بمشروعة. والرسول ﷺ قال: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ».

        وقال ﷺ: « مثل الجليس الصالح والجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير، فبائع المسك إما أن يحذيك وإما أن تجد منه رائحةً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك وإما أن تجد منه رائحةً كريهة ».

        فبائع المسك هذا مثلٌ للجليس الصالح. ونافخ الكير هذا مثلٌ للجليس السوء؛ لأن جليس السوء لن ينالك منه إلا ما يضرك. وبناءً على ذلك فلا بد للشخص أن يحسن اختيار الصديق.

        أما بالنظر إلى هذه المسألة فإن الشخص الذي ذكرته في سؤالك إذا كان ما ذكرته يصدر عنه على وجهٍ صحيح فإن هذا كافرٌ. هذا جمع بين الكفر من جهة، وبين النفاق من جهةٍ أخرى.

        فإن الاستهزاء بالله، أو الاستهزاء بالقرآن، أو بآيةٍ من القرآن، أو الاستهزاء بالرسول ﷺ، أو بشيء من سنة الرسول ﷺ، أو الاستهزاء بمن تمسك بسنة الرسول ﷺ لأنه متمسكٌ بها فلا شك أن هذا من النفاق الأكبر.

        وترك الصلاة كفرٌ؛ لأن الرسول ﷺ قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، وقال ﷺ: «بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة ». وقال عمر بن الخطاب t: «لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة».

        فالمقصود أن الصلاة ركنٌ من أركان الإسلام وتركها كفرٌ. وأما ما عملته معه وهو المقاطعة فهذا يجب عليك شرعاً، ولا يدخل في معنى الحديث الذي ذكرته. وبالله التوفيق.