كان عاصياً لوالديه ويرفع الصوت عليهما وتاب ويريد أن يكون باراً
- فتاوى
- 2022-01-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9067) من مرسل مصري مقيم في المملكة، يقول: كنت أعصي والدي وأرفع صوتي عليه فهل لي توبة، مع العلم بأني بعض الأحيان أقنط وأقول ليس لي توبة؛ لأنني كنت أسيء إليه، كيف أبر والديّ الآن حتى يعفو الله عني وأكون باراً بهما أرجو الإفادة؟
الجواب:
لا شك أن تعامل الابن أو البنت مع الوالدين مشروع، ولكن مشروعيته تختلف، فقد تكون واجبة وقد تكون مستحبة، وقد تكون محرمة -يعني فيه تعامل محرم- وقد يظن الشخص أنه مشروع.
فإذا نظرنا إلى ما ذكره السائل وجدنا أنه من الأمور المحرمة؛ لأن الله تعالى {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1] فإذا كان والد السائل ووالدته موجودين ففي إمكانه أن يتحلل من كل واحد منهما عن الماضي ويتوب في ما بينه وبين الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد قال الله في شأن الكفار في سورة الأنفال {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ}[2]، وبناء على ذلك فالتوبة مقبولة من المشرك، ومن المنافق، ومن الكافر، ومن أصحاب المعاصي فبإمكان هذا السائل أن يتوب فيما بينه وبين الله هذا من جهة ويستبيح والديه من جهة أخرى، وإذا كانا ميتين، أو أحدهما ميت، فالميت يحرص على الدعاء له، هذا من جهة، ويحرص أيضاً على عمل يكون فيه ثواب؛ مثل: الصدقة، أو مثل الحج، أو مثل العمرة، وما إلى ذلك، وبالله التوفيق.