Loader
منذ سنتين

ما كيفية بر الوالدين وأنا في غير بلد والديّ؟


الفتوى رقم (11051) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: ما كيفية بر الوالدين وأنا في غير بلد والديّ؟ ما النصائح المختصرة التي تساعدنا على البر بهم رغم أننا مرتبطون بأسرة وزوج، ونقطن ببلد بعيدة عنهم؟

 الجواب:

        قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1].

        وجاءت أدلة كثيرة من القرآن ومن السنة كلها تدل على مشروعية بر الوالدين، فالأصل في بر الوالدين هو أن الشخص يبر والديه بقدر استطاعته؛ لأن من قواعد الشريعة أن المشقة تجلب التيسير فكلّ شخص يقوم بالبر الذي يقوم به إذا كان قريباً من والديه وبحاجة إلى بره، فلا بدّ أن يقوم بذلك حسب استطاعته. فإذا كانا بحاجة إلى مال فإنه يساعد بقدر الاستطاعة، وإذا كان بعيداً يتعذر عليه الوصول إليهما فإنه يحرص بقدر استطاعته على برهما بالمال إذا كانا يحتاجان إليه، ويتصل بهما عن طريق الهاتف، ويتحسس مواضع الحاجة منهما. وإذا كان الأمر يستدعي حضوره فإنه يجب عليه أن يسافر إليهما، ولا يقدم مصلحة زوجته على والده أو والدته، ولا يقدم مصلحة ولده على والده أو والدته. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.