Loader
منذ سنتين

توضيح أهمية تحية الإسلام وما فيها من حسنات


  • فتاوى
  • 2021-12-29
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7615) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: تساهل كثير من الناس في تحية الإسلام، حيث إن البعض أصبحوا لا يلقون التحية التي أوصانا بها الله -جل وعلا- في كتابه الكريم بأن نرد بأحسن منها أو مثلها، وبعضٌ من الناس -هداهم الله- إذا ألقيت تحية الإسلام أجابوا بقول: هلا، أو بعباراتٍ أخرى، والله -جل وعلا- يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[1]، نرجو من فضيلتكم التكرم بتوضيح مدى أهمية تحية الإسلام وما فيها من حسنات جعلها الله في موازين حسناتكم.

الجواب:

        ابتداء السلام سنة، ورده واجبٌ، « وقد كان النبي ﷺ جالساً فدخل رجلٌ فقال: السلام عليكم، فقال: عشرٌ، ثم دخل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: عشرون، فدخل ثالثٌ فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: ثلاثون »[2]، وهذا مبنيٌ على قوله -تعالى-: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[3]، وذلك أن الإنسان إذا قال: السلام عليكم، فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، وهكذا ما ذُكر بعدها: ورحمة الله وبركاته.

        فعلى الإنسان أن يُسارع إلى حصول هذا الفضل العظيم. وقد كان عليٌ -رضي الله عنه- إذا مرّ على عمر -رضي الله عنه- لا يبدؤه بالسلام، ولكن كان يرد عليه إذا سلّم، فعمرُ -رضي الله عنه-  ذكر ذلك للرسول ﷺ، فلمّا جاء عليٌ -رضي الله عنه- للرسول ﷺ ذكر له ما قاله له عمر من أنّ علياً -رضي الله عنه- لا يبتدئ عُمر بالسلام؛ ولكن إذا سلّم عمر ردّ عليه! فقال: صدق، لأنني سمعتك تقول: « من بدأ أخاه بالسلام بنى الله له بيتاً في الجنة، فأحببت أن يكون هذا البيت لعمر بدلاً من أن يكون لي »[4] صلى الله على رسوله محمد ﷺ، ورضي عنهما، ورضي عن جميع الصحابة والتابعين. والرسول ﷺ يقول: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ».

        فعلى الإنسان أن يتمسك بهذه السنة فإنها مع هذا الأجر العظيم تُحدثُ الألفة بين الأخوين، فإن الأخ إذا لقي أخاه وسلّم عليه تحاتت خطاياهما كما يتحات الورق اليابس من الشجرة. وبالله التوفيق.



[1] من سورة المائدة من الآية (2).

[2] أخرجه أحمد في مسنده(33/170)، رقم(19948)، وأبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب كيف السلام(4/350)، رقم(5195)، والترمذي في سننه، أبواب الاستئذان والآداب، باب ما ذكر في فضل السلام(5/52)، رقم(2689).

[3] من الآية (160) من سورة الأنعام.

[4] لم أجد من خرجه.