شرح حديث: « كان خُلُقه القرآن »
- فتاوى
- 2022-02-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10656) من المرسل السابق، يقول: ما معنى قول عائشة -رضي الله عنها- في حقّ النبي ﷺ: « كان خُلُقه القرآن »[1]؟
الجواب:
من المعلوم أن الشخص له طريق يسلكه في هذه الحياة، وهذا الطريق له جهة. والإنسان عندما يلقي نظرة على العالم يجد أن السلوك في كل بلد بحسب القوانين والأنظمة الموجودة، وقد تحصل مخالفة من الشخص للقوانين أو الأنظمة؛ ولكن الدولة التي تضع هذه القوانين وهذه الأنظمة تحميها وذلك بمعاقبة من يخالف هذه القوانين وهذه الأنظمة.
وإذا نظرنا إلى من ينتسب إلى الإسلام وجدنا أن الناس في هذا على صنفين:
الصنف الأول: من ينتسب إلى الإسلام ظاهراً وباطناً.
الصنف الثاني: من ينتسب إلى الإسلام ظاهراً لا باطناً، وقد يكون ذلك في جميع أحواله، وقد يكون ذلك في بعض الأحوال؛ بمعنى: إنه تحصل منه مخالفات من الناحية الشرعية فيعلم ما أوجب الله لكن يخالفه، ويعلم ما حرّم الله ولكنه يخالفه.
على هذا الأساس يوصف الشخص بالخلق؛ إما أن يوصف بأن خلقه منافق، وهذا هو الصنف الثاني يكون إما منافق نفاقاً كاملاً، أو يكون منافقاً نفاقاً أصغر.
والأول الذي يكون بالنسبة للظاهر والباطن منطبق على الشريعة يقال له: هذا خلقه القرآن. والرسول ﷺ هو المثل الأعلى في هذا والله -تعالى- يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[2]إلى آخر الآية.
وبناءً على ذلك فعلى الإنسان أن يبحث عن أخلاق رسول الله ﷺ فإنها موجودة في سيرته. ومن أحسن ما كُتب في ذلك زاد المعاد في هدي خير العباد. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه أحمد في مسنده(41/148)، رقم(24601)، وأصله عند مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل(1/512)، رقم(746).