Loader
منذ سنتين

ما أسباب التخلص من الهوى وما يدفع الإنسان لفعل المحرمات؟


  • فتاوى
  • 2022-02-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10217) من المرسلة السابقة، تقول: ما أسباب التخلص من الهوى وما يدفع الإنسان لفعل المحرمات؟

الجواب:

        الإنسان بطبعه يحب أن يألف ويؤلف؛ ولكن الأسباب التي تنشئ الألفة بين الشخصين تارة تكون أسباباً مشروعة، وتارةً تكون أسباباً ممنوعة، ولهذا الرسول ﷺ قال: « مثل الجليس الصالح والجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير؛ فبائع المسك إما أن يحذيك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك، وإما أن تجد منه رائحةً كريهة ». ويقول الرسول ﷺ: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ».

        وبناءً على ذلك فعندما يريد الشخص أن يرتبط بشخص ينظر إلى هذا الشخص هل هو ممن يستعمل في حياته الأسباب المشروعة ويتجنب الأسباب المحرمة؟ أم أنه من الذين لا يبالون ارتكبوا سبباً محرماً أو فعلوا سبباً مشروعاً؛ يعني: لا يفرقون بين هذا وبين هذا، فلا بد أن يختار الشخص القرين: « المرء بخليله فلينظر أحدكم من يخالل ».

        فينظر إلى الشخص الذي يرتبط به وعلى أساس العلاقة التي بينك وبين هذا الشخص تنشأ الثمار التي لك؛ والتي له سواء كانت دنيوية أو أخروية، فالجليس الصالح لا يدلك إلا على ما فيه الخير في الدنيا وفي الآخرة، والجليس السوء لا يدلك إلا على ما يسوؤك؛ سواءٌ كان في الدنيا، أو كان في الآخرة، أو كان فيهما.

        وبناءً على ذلك كله: فلا بدّ أن الشخص يحسن اختيار الأشخاص الذين يرتبط بهم؛ هذا من جانب. ومن الجانب الآخر أن الشخص يحتاج إلى تصفية نفسه بفعل الأوامر واجتناب النواهي، وعندما يحصل عنده اشتباهٌ في أمر من الأمور هل هو واجبٌ أو مندوب؟ فإنه يفعله على أنه واجب. هل هو واجبٌ أو مباح؟ يفعله على أنه واجب، هل هو مكروه أو محرم؟ يتركه على أنه محرم. هل مباحٌ أو محرم؟ يتركه على أنه محرم. عندما يعمل هذه الأعمال يكون قد كون نفسه قريناً صالحاً، ويتفقد نفسه عندما يقع في شيء من الزلل فإنه يتوب إلى الله -جل وعلا- توبةً صادقة؛ هذا من جهة علاقة الفرد بالفرد؛ وكذلك بالنظر إلى علاقة الفرد بالمجتمع، فالمجتمع يكون فيه اجتماعات، وهذه الاجتماعات منها ما يكون نافعاً، ومنها ما يكون ضاراً، فإذا كان الاجتماع نافعاً فإنه يحضره، وإذا كان هذا الاجتماع ضاراً فإن يمتنع عنه؛ وهكذا بالنسبة للتعامل مع الناس؛ سواءٌ كانت معاملات مالية، أو غير ذلك من التعامل. لا يتعامل إلا مع شخصٍ يخشى الله -جل وعلا- ويتقيه، ويترك ما ليس فيه بأسٌ خشية أن يقع بما فيه بأس. وبالله التوفيق.