Loader
منذ سنتين

أعمال الجوارح هل هي شرط كمال أو صحة في الإيمان عند من يقول بعدم كفر تارك الصلاة؟


  • الإيمان
  • 2022-01-25
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9383) من المرسل ع. م، من اليمن، يقول: أعمال الجوارح هل هي شرط كمال أو صحة في الإيمان عند من يقول بعدم كفر تارك الصلاة؟ وماذا عن الأمثلة التي ذكرها السلف؛ مثل: إذا وجدت إنساناً يهين المصحف وأنت قادر على أن تصده ولم تصده فأنت كافر، وأيضاً انتهاء الجوارح عن الشرك والكفر من شرط صحة الإيمان؟ أرجو التوضيح.

الجواب:

        نزل جبريل على الرسول في صورة أعرابي، وجلس يسأله كأنه مستفتٍ، فسأله عن الإيمان؟ فقال: « أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره ». قال: صدقت! ثم سأله عن الإسلام قال: « أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رَسُول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. فقال: صدقت. ثم سأله عن الإحسان؟ فقَال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » قَالَ: صدقت! ثم ذهب. الصحابة عجبوا من سؤاله والتصديق، فلما ذهب سأل الرسول الصحابة هل تعرفونه قالوا: لا، قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ».

        ومذهب أهل السنة والجماعة أن العاصي له ثلاث درجات:

         الدرجة الأولى: أن يرتكب ما ينافي أصل الإيمان، والذي ينافي أصل الإيمان الشرك الأكبر والكفر الأكبر والنفاق الأكبر، وكلّ واحدٍ منها له أقسام لا تتسع هذه الحلقة بذكر هذه الأقسام، فهذا ينافي الأصل.

        والدرجة الثانية: ما ينافي كمال الأصل، والذي ينافي كمال الأصل هو الشرك الأصغر؛ لأنه لا يغفر. إذا مات الإنسان على الكفر الأكبر أو الشرك الأكبر أو النفاق الأكبر فإنه لا يغفر له ومآله إلى جهنم نعوذ بالله منها؛ أما إذا كان شركاً أصغر فإنه لا يغفر؛ لكن إما أن يقتطع من حسناته بقدر ما فعله من الشرك، أو أن الله يدخله النار ويطهره ومآله إلى الجنة.

        والقسم الثالث: ما يُنافي كمال الإيمان الكمال الواجب، وهذا يندرج تحته سائر المعاصي؛ مثل: الزنا، وشرب الخمر، وأكل مال اليتيم، والربا وغير ذلك؛ يعني: من كبائر الذنوب؛ وكذلك الصغيرة إذا أصر عليها الإنسان؛ لأن الإصرار على الصغيرة يحولها كبيرة، فهذه هي الأمور التي تعترض الإيمان ما يمنعه من أصله، وما يمنع كماله الواجب، وما يمنع كمال ثوابه الواجب وهذا إذا مات عليه الإنسان.

        أما بالنظر لما يحصل فيه من بحثٍ بين الأشخاص من ناحية التكفير أو عدم التكفير وما إلى ذلك؛ فهذا يحتاج إلى كلامٍ موسع؛ لكني أنبه إلى أن فيه ثلاثة مذاهب:

        المذهب الأول: مذهب المرجئة، والمرجئة لا يكفرون بمعصيةٍ إطلاقاً، فمن استقر في قلبه الإيمان بالله وترك الصلاة والزكاة والصيام والحج، وترك جميع الواجبات وفعل سائر المحرمات؛ فإنه يكون مؤمناً عندهم.

        المذهب الثاني: وعلى العكس من ذلك مذهب الخوارج الذين يكفّرون بكلّ معصية، فمن شرب الخمر عندهم خارج عن الإسلام، ومن استعمل الزنا خرج عن الإسلام؛ وهكذا فهما على طرفي نقيض.

        المذهب الثالث: مذهب أهل السنة والجماعة: أن العاصي الذي يرتكب معصية منافيةً لكمال الإيمان الواجب هذا يقولون: مؤمنٌ بإيمانه؛ ولكنه فاسقٌ بمعصيته، فلا يذهبون مذهب المرجئة، ولا يذهبون مذهب الخوارج. وبالله التوفيق.