حكم صلاة من يعمل بنظام النوبات، ويتواجد في عمله 9 ساعات
- الصلاة
- 2021-12-15
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3993) من المرسل م. ص. غ، يقول: نحن نعمل بنظام النوبات على النحو التالي، نبدأ من الساعة السابعة صباحاً حتى السادسة والنصف، ثم تبدأ النوبة الثالثة بعد الظهر حتى الحادية عشرة والنصف، ثم من الحادية عشرة والنصف حتى السابعة والنصف صباحاً، يعمل الواحد ستة أيام متواصلة، ثم يأخذ إجازته الأسبوعية لمدة ثلاثة أيام، ثم بعد ذلك تغير النوبة إلى نوبةٍ أخرى. وفي معظم الأوقات نقضي مالا يقل عن تسع ساعات داخل محيط العمل، حتى ننهي ما في أيدينا من أعمال، أضف إلى ذلك ما يقارب ثلاثين دقيقة ذهاباً وعودة من وإلى المنزل. والسؤال الذي أسأل عنه وكذلك من هم معي في العمل، أو من شابهنا هو عن الفرض العظيم، ألا وهو الصلاة، وخاصة صلاة الظهر والعصر، وكذلك صلاة الجمعة عندما نعمل في نوبة الليل أغلبنا لا يصل إلى منزله إلا متأخراً، وقد أنهكه العمل، وكذلك النوم لا يأتي إلا متأخراً، ويصعب عليه القيام لصلاة الظهر وصلاة الجمعة، وإذا قام فقد يصعب عليه النوم بعدها، وقد ينام بعد ذلك فتفوتهُ بعض الفروض الأخرى، وجهونا حول هذا الموضوع، ولا سيما وقد كثر النقاش فيه بيننا.
الجواب:
مما يدعو إلى العجب أن كثيراً من الناس يحصل عندهم متسعٌ في النفس، وفي الوقت، وفي الجهود التي يبذلونها إذا كان ذلك في أمور الدنيا. ويحصل عندهم مضايقة: ضيقٌ في النفس، وضيقٌ في الوقت، وكسلٌ في البدن، عندما يكون الأمر من الناحية الدينية.
فهذا السائل وأمثاله يؤدون أعمالاً عظيمة من أمور الدنيا، ويحصل عندهم ضيق في أداء صلاة الفريضة، وهي لا تحتاج إلا إلى عشر دقائق تقريباً، وإذا أراد أن يذهب إلى صلاة الجمعة يذهب قبل دخول الخطيب.
ومما يحسن التنبيه عليه تحديد مواقيت الصلوات الخمس، فصلاة الظهر تبدأ من الزوال، وينتهي هذا الوقت إذا كان ظل كل شيءٍ مثله مع فيء الزوال، ثم يدخل وقت العصر، ووقت العصر وقت اختيارٍ، ووقت ضرورة، ووقت الاختيار إلى بدء اصفرار الشمس، ووقت الضرورة من اصفرار الشمس إلى غروبها، ثم يدخل وقت المغرب بغروب الشمس، وينتهي إذا غاب الشفق، ثم يدخل وقت العشاء، ووقت العشاء وقت اختيار إلى نصف الليل، ووقت ضرورةٍ إلى الفجر.
وبما أن الوقت فيه سعة، فلا ينبغي أن يضيق المكلف عن أداء الصلاة فيه، فالشخص الذي يتمكن من أداء الصلاة في أول وقتها، أو في وسط وقتها، وإذا اضطر إلى أن يأتي بها قبل خروج وقتها في آخره، ولا يجوز له أن يؤخر الصلاة عن وقتها. فلعظم شأن الصلاة نزل جبريل -عليه السلام- فصلى بالرسول ﷺ الصلوات الخمس، صلى به الظهر في أول وقتها، والعصر في أول وقتها، والمغرب في أول وقتها، والعشاء في أول وقتها، والفجر في أول وقتها، ثم نزل في اليوم الثاني وصلى به الظهر في آخر وقتها، والعصر في آخر وقتها، والمغرب في آخر وقتها والعشاء في آخر وقتها، والفجر في آخر وقتها، ثم قال له: « الصلاة ما بين هذين الوقتين ».
فإن وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر وينتهي بطلوع الشمس، فواجبٌ على الإنسان أن يتنبه لنفسه، وأن يحافظ على هذه الصلوات الخمس في وقتها، فإنها آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين. وبالله التوفيق.