شخص تارك للصلاة، ثم تاب، ولكن يتكلم أحياناً بما يغضب الله بدون قصد منه
- الصلاة
- 2021-12-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3164) من مرسل لم يذكر اسمه من الكويت، يقول: كنت لا أصلّي؛ ولكن مع الأيام ربي هداني إليه، وتبت عما كنت فيه، والآن أصلّي، ولا أقطع فرضي؛ ولكن أشعر بكلامٍ يخرج من قلبي من دون أن أشعر به، يغضبني ويغضب الله -سبحانه وتعالى-. الكلام يخرج مني بدون نية كما قلت أو زعل، أشعر أنني تكلمت، وأنا لم أتكلم؛ بل الكلام خرج مني دون قصد، وجّهوني حول هذه الأحاسيس، جزاكم الله خيراً.
الجواب:
أولاً: عليك أن تشكر الله -جلّ وعلا- الذي وجّهك عن طريق الضلال إلى طريق الهداية.
ثانياً: إن الصلوات التي تركتها ليس عليك قضاء؛ لأن من ترك الصلاة جاحداً لوجوبها كفر بإجماع أهل العلم، ومن تركها تهاوناً وكسلاً كفر على الصحيح من أقوال أهل العلم. وبما أنك بدأت الصلاة فالتوبة تجِبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب -إذا قبل الله توبته- كمن لا ذنب له، فإن الله -تعالى- يقول: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1].
ثالثاً: إن الأحاسيس التي ذكرت أنه يخرج منك كلام يغضب الله -جلّ وعلا- وأن ذلك بدون قصدٍ، وأنك لا تشعر به إلا بعد التكلم به، فلا شك أن هذا من تسلّط الشيطان عليك، وعليك أن تستعيذ بالله -جلّ وعلا-دائماً، وتحرص على المداومة بعد صلوات: الظهر، والعصر، والعشاء، أن تقرأ آية الكرسي، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس بعدما تنتهي من الدعاء بعد الصلاة، تقرؤها مرةً واحدة.
أما بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر، فإنك تقرؤها ثلاث مرات بعد الانتهاء من الدعاء.
وإذا تمكنت أن تجعل لك حزباً من القرآن في كلّ يومٍ أول النهار وآخره، فعلى سبيل المثال تقرأ في أول النهار جزءاً من القرآن أو جزأين، وكذلك تقرأ في آخر النهار جزءاً أو جزأين على حسب ظروفك؛ لأن كلّ شخصٍ له ظروفه.
وكذلك تقرأ وِرْداً عندما تريد أن تنام؛ يعني: تدعو بالأدعية الواردة في ذلك، وتحرص على المداومة على قراءة آية الكرسي قبل النوم. وبإمكانك أن تشتري كتاباً من الكتب التي اعتنى مؤلفوها بذكر الأذكار المشروعة، ومن أقرب ما يكون رسالة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز في هذا الموضوع، اسمها: تحفة الأخيار، فقد انتقى فيها جملةً من الأذكار، وفيه كتب كثيرة؛ مثل: كتاب الأذكار للنووي، وكتاب تنبيه الغافلين لابن النحاس، وكتاب عمل اليوم والليلة للنسائي. وبالله التوفيق.