معنى قول الله -تبارك وتعالى-:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا....."
- التفسير
- 2021-08-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7487) من المرسل السابق، يقول: ما معنى قول الله -تبارك وتعالى-:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]؟
الجواب:
هذه الآية فيها بيان لطف الله ورحمته وإحسانه بخلقه، ففيها ترجية لأصحاب الذنوب وبخاصةٍ المكثرين من الذنوب فإن الله -تعالى- يقول لنبيه محمدٍ ﷺ: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ؛ يعني: أسرفوا بكثرة الذنوب، سواءٌ كان ذلك في ترك الواجبات، أو كان ذلك في فعل المحرمات، قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فعندما يقع الشخص في ذنبٍ أو أكثر لا ينبغي أن يقول في نفسه: لن يغفر الله لي هذا الذنب، بل إذا كان في حياته عليه أن يغلب جانب الخوف، وإذا غلّب جانب الخوف قلل من الوقوع في المخالفات؛ وأما عند الموت فإنه يُغلب جانب الرجاء، وهذا أنه يكون مفرطاً فيما مضى من حياته؛ وكذلك بالنظر لما يعمله من أعمالٍ صالحةٍ لا يدري هل الله قبلها أم لا، فإذا غلب جانب الرجاء يكون هذا التغليب راجعاً إلى أمرين:
أما الأمر الأول: فهو رجاء مغفرة الله للذنوب.
وأما الأمر الثاني: فهو رجاء العبد لربه أن يقبل ما عمله من أعمالٍ صالحة، وبهذا يختم الله له في آخر حياته ويكون داخلاً في عموم قوله -تعالى-:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[2]؛ يعني: إن الله يلطف به في آخر حياته فيموت مسلماً. وبالله التوفيق.