في شهر رمضان حلفت كاذباً دون قصد وأنا صائم. وأحياناً أحلف دون قصد عن شيءٍ خارج عن إرادتي، وهل عليّ كفارة؟
- الصيام
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5264) من المرسل م. م. أ، يقول: في شهر رمضان حلفت كاذباً دون قصد وأنا صائم. وأحياناً أحلف دون قصد عن شيءٍ خارج عن إرادتي، ولا أعلم كيف أتصرف. وهو مجرد سهوٍ عن الشيء، بم تنصحوني والحال ما ذكر؟ وهل عليّ كفارة؟
الجواب:
اللسان جارحة من الجوارح، وله وظائف مختلفة؛ منها ما يكون واجباً، ومنها ما يكون مندوباً أو محرماً. وما ذكره السائل هو من الوظائف التي لا تجوز؛ لأن الحلف الكاذب هذا أمرٌ محرمٌ، وفيه -أيضاً- تمويه وغش وخيانة للغير؛ فإنك تحلف له على أنك صادقٌ أمامه وأنت كاذبٌ في قلبك؛ هذا من جهة.
ومن جهةٍ ثانية هذا نفاقٌ من جهة الله -جلّ وعلا- فإنك تظهر أنك صادقٌ ولكنك في واقع الأمر كاذبٌ. وعندما تحلف وأنت صائم يكون هذا أبلغ في الذنب، فعليك أن تستغفر الله وأن تتوب إليه مما مضى، وألا تعود إلى ذلك، وليس فيه كفارة.
أما بالنظر إلى ما ذكرته من كثرة الحلف الذي يجري على لسانك ولكنه غير مقصود؛ فقد قال الله -جلّ وعلا-: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ"[1]. وقال تعالى: "وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ"[2]؛ يعني: لا ينبغي أن الشخص يتساهل في الأيمان، وتكون هذه الجارحة وهي اللسان قد ألفت الحلف بالله؛ سواءٌ كان كاذباً أو كان لغواً؛ فينبغي أن ينزه هذه الجارحة عن جميع الأمور التي فيها محذورٌ شرعي، ويربي هذه الجارحة على ما يعود عليه بالنفع الدنيوي من جهة، والنفع الأخروي وهو الثواب من جهةٍ أخرى. وبالله التوفيق.