Loader
منذ 3 سنوات

حكم لمس بعض الراقين رأس وصدر المرأة من داخل الثوب ويبدأ بالقراءة


الفتوى رقم (5318) من المرسل السابق، يقول: بعض القرّاء الذين يقرؤون على الناس الرقية الشرعية كما يصفونها بعضهم يضع يده على رأس وصدر المرأة من داخل الثوب ويبدأ بالقراءة، هل هذا جائز وليس عليه إثم بحكم أنه يقرأ وينفث؟

 الجواب:

        الرقية بالقرآن وبالأدعية الثابتة عن الرسول ﷺ من الأمور المشروعة. والشخص الذي يتولى هذه الرقية يجب عليه أن يتقيد بالآداب الشرعية، فإذا أراد أن يقرأ على امرأة فإنه لا يخلو بها؛ بل يكون عندها محرم لها. ولا يجوز له أن يمس شيئاً من جسمها، فالرسول ﷺ حينما بايع الناس وبايع النساء كانت بيعته لهن بالكلام وما مست يده يد امرأة. هذا في المبايعة فكيف يجيز الشخص لنفسه أن يضع يده على جسم امرأة لا تحل له.

        والواجب على الذين يقرؤون أن يتقوا الله -جلّ وعلا-، وأن يعلموا أن ما يصدر منهم من نظرة أو من قول أو من فعل أن هذا سيسألون عنه يوم القيامة: "فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)"[1]. وكما قال -تعالى-: " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ"[2]؛ وكما في قوله: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ"[3]، وكما قال -تعالى-: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[4].

        ولكن كثيراً من الناس تحصل عنده غفلة حينما يقدم على ترك واجب، أو يقدم على فعل محرم، ثم بعد ذلك تحصل الندامة؛ فعلى كل شخص أن يتقي الله. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (6-7) من سورة الأعراف.

[2] الآية (47) من سورة الأنبياء.

[3] الآية (7) من سورة الزلزلة.

[4] الآية (49) من سورة الكهف.