أصوم وأصلّي وأقوم الليل، وأقوم بحقوق العباد؛ ولا أشعر بالراحة بم تنصحوني؟
- الصلاة
- 2022-02-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11003) من المرسلة السابقة، تقول: أصوم وأصلّي وأقوم الليل، وأقوم بحقوق العباد؛ لكني لا أشعر بالراحة في بعض المواضع، بم تنصحوني؟
الجواب:
من الأمور التي ينبغي أن يتنبه لها الإنسان الوسطية في أموره، في أمور دينه فقط، وفي أمور دنياه فقط، وفي أمور دينه ودنياه جميعاً؛ بمعنى: يقوم بالوظائف الدينية وبالوظائف الدنيوية؛ لكن على سبيل العدل لا على سبيل الإفراط، ولا على سبيل التفريط، فمثلاً: إنسان يكرس جهوده على الصيام، أو يكرس جهوده على كثرة الصلاة مع إغفال الجوانب الأخرى؛ وهكذا.
فلا بدّ أن يأخذ حظه من جميع العبادات. العبادات الواجبة مفروغ منها؛ لكن التطوع يأخذ منه على سبيل العدل، فلا يكثر من جانب ويترك جانباً آخر؛ وهكذا بالنسبة لأمور الدنيا، لا يشتغل في أمور دينه المستحبة بحيث إنه يشغله عن أمور دنياه الواجبة عليه؛ لأنه مأمور بطلب الرزق، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[1]، فيقوم بحق الله، ويقوم بحقوق العباد، ويقوم -أيضاً- بحقوق نفسه كما ذكرت في البداية على سبيل العدل لا على سبيل التفريط ؛- لإن سبيل التفريط هو التقصير-ولا على سبيل الإفراط.
أما بالنظر إلى هذه المرأة في سؤالها فقد يكون عندها إفراط في بعض العبادات؛ بحيث إنها تكثر ولا تجد لذة في الآخر.
فإذا كانت كذلك فإنها تأخذ بهذه الوصية؛ هذا من جانب.
ومن جانب آخر إذا كانت هذه المرأة تقترف شيئاً من السيئات؛ سواء كان من جهة السمع، أو من جهة البصر، أو من جهة اللسان، أو من جهة الكسب؛ يعني: هناك كسب تأكل منه؛ سواء كان من كسبها، أو كسب والدها، أو كسب زوجها إذا كانت متزوجة، أو كسب ولدها إذا كان يكسب حراماً. أو يكون فيه شيء من المتشابه؛ لإن هذا من الأمور التي تؤثر على الشخص في عبادته. وفي هذا يقول بعض السلف: "إذا عصيت الله عرفت ذلك في سوء خلق دابتي وزوجتي".
وقد يكون الذي يحصل منها من تثبيط الشيطان لها، بحيث إنه يوجد الملل عندها، ويقول لها: مادام حصل لك الملل اتركي هذه العبادة.
فلا بدّ من تحديد السبب الذي نشأ عنه ما ذكرته ومعالجة هذا السبب. وبالله التوفيق.