الفتوى رقم (9327) من المرسلة ن. ج، من جدة، تقول: ما حدود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للفرد المسلم الذي ليس متزوجاً، وليس لديه أولاد، ولا مدرس، ولا مناط به أي مسؤولية. فمثلاً لو رأيت منكراً في السوق امرأة متبرجة هل يجب عليّ الإنكار، وهل آثم إن لم أنصحها، فإني أشعر بخوف إذا رأيت منكراً ولم أستطع النصح؛ لذلك أمتنع عن دخول الأسواق؟ وما حدود هذه الشعيرة لمثل من هم في مثل حالتي؟

 الجواب:

        المنكر هو: ترك واجب من الواجبات، أو فعل شيء من المحرمات. وهذا الشخص يعلم أن هذا منكر، وعنده استطاعة لتغيير هذا المنكر. والسائلة ممن يستطيع إنكاره باللسان إذا توفر فيها ما سبق من جهة العلم بالمأمور به والعلم بالمنهي عنه، وأن هذا الشخص ترك المأمور به وفعل المنهي عنه؛ فإنها تبيّن لهذا الشخص أنه ترك واجباً، أو أن هذا الشيء الذي فعله هو محرم يقول له: إنه محرم. إذا استطاع ذلك مع استعمال الحكمة والرفق واللين، فإن امتثل الشخص المأمور بالمعروف والمنهي عن المنكر فالحمد لله، فإن لم ينتهِ كرّر عليه الشخص مرتين أو ثلاثاً، فإن تبين له أنه لا يقبل الامتثال فحينئذٍ يكرهه بقلبه، وهذه هي المرتبة الثالثة من مراتب تغيير المنكر.

        فإن المرتبة الأولى: استطاعة الشخص أن يغيره بيده. والثانية: أن يغيره بلسانه، وهو من أهل العلم. والمرتبة الثالثة: أن يكره هذا الشخص بقلبه. وبالله التوفيق.