Loader
منذ سنتين

ما أسباب الرياء؟ وكيف يعالج الإنسان نفسه؟ وكيف يعرف أن فيه رياء؟


الفتوى رقم (10000) من المرسل السابق، يقول: ما أسباب الرياء؟ وكيف يعالج الإنسان نفسه؟ وكيف يعرف أن فيه رياء؟

الجواب:

        هذا يحتاج إلى النظر إلى ما يعرض للقلب؛ لأن القلب للبدن كالملك للرعية، والجوارح هي جنود لهذا القلب، ولهذا إذا تحركت هذه الجوارح بأعمالٍ قبيحة فهذا يدل على قبحٍ في القلب.

        فمثلاً إنسان يميل إلى استماع الأغاني، أو إنسان يرتاح إلى النظر إلى ما حرم الله -جل وعلا-، أو يتلذذ بالكلام البذيء الذي يكون فيه غيبة أو نميمة، وما إلى ذلك.

        فالمهم هو أن كل جارحة يكون إنتاجها إنتاجاً محرماً فهذا دليل على أن هذا المحل الذي تلتقي فيه هذه الجارحة بالقلب أن هذا الجزء مريض. فعلى الإنسان أن يراقب نفسه من ناحية أفعاله ومن ناحية جوارحه، فإذا كانت جوارحه تميل إلى الخير يحب استماع القرآن، ويكره ويبتعد عن استماع الأغاني؛ وهكذا يميل إلى النظر إلى ما أباح الله -جل وعلا-، ويفر من النظر إلى ما حرم الله -جل وعلا-، ويعوّد لسانه ذكر الله والتسبيح والتهليل والاستغفار وما إلى ذلك، ويجنّب لسانه من قول الزور ومن الغيبة والنميمة؛ وهكذا سائر الألفاظ المحرمة، إذا كان بهذه المثابة يكون قلبه مستقيماً، وتكون جوارحه مستقيمة.

        وعلى هذا الأساس يتنبه الشخص لنفسه أن مجرد وقوع معصية منه هذا دليل على مرضٍ في القلب. ووجود طاعةٍ منه -سواء كانت طاعة قولية أو طاعة فعلية- يدل على وجود صلاحٍ في القلب بقدر هذه الطاعة، وكلما كثرت المعاصي كثر المرض في القلب، وكلما قلّت المعاصي وكثرت الطاعات فإن هذا يدل على صلاحٍ في القلب.

        فعلى الإنسان أن يراقب نفسه يومياً من ناحية تصرفاته في أقواله وأفعاله؛ سواءٌ كان ذلك فيما بينه وبين نفسه، أو فيما بينه وبين الله، أو فيما بينه وبين الخلق. وبالله التوفيق.